“الأرض الموعودة”.. رحلة العبور الصعب من الهامش إلى عالم النبلاء

من بين سرديات التاريخ الأوروبي ومروياته المتعاقبة، يبقى الأثر الأكبر لقصة النقيب الملكي الدنماركي “لودفيغ كايلين”، ودأبه المُتواصل نحو الانتقال من جندي مُطيع لرؤسائه، إلى حظوة النبلاء وأصحاب النفوذ، فالأخبار المتوارثة عن الحضور التاريخي لهذه الشخصية، يجعل منها مادة ثرية دراميا، بما تحتويه حياتها من تعرجات لا تخلو من الإثارة والتشويق، ومن ثم تملك من عناصر جاذبيتها، ما يدفعها للمثول في حضرة الشاشة.

وتلك الشخصية المثيرة للتأمل، هي موضوع الفيلم الدنماركي السويدي النرويجي الألماني المشترك “الأرض الموعودة” (The Promised Land) الذي أُنتج عام 2023، وعُرض في المسابقة الرسمية للدورة 80 من مهرجان البندقية السينمائي، وهو مأخوذ عن رواية “النقيب وآن باربرا” للكاتبة والروائية الدنماركية “آيدا جيسون”، التي تتخذ من التاريخ أرضا صلبة لرقعتها السردية، وقد أعدها للسينما وأخرجها “نيكولاج أرسيل” الذي اشترك في كتابة السيناريو مع الكاتب والمخرج “أندرس توماس جينسين”.

“كايلين” بعد تبنّيه للفتاه العجرية “أنماي موس”

ففي منتصف القرن الثامن عشر، يعود “لودفيغ كايلين” إلى وطنه الدنمارك، بعد رحلة عمل طويلة لدى الجيش الألماني، استغرقت ما يقرب من 25 عاما، قطعها من حياته بإخلاص حتى وصل إلى رتبة النقيب. وعلى إثر حلم قديم يتجدد، يسعى إلى استصلاح مساحة الأرض البوار الواقعة في الحيز الجغرافي المنعزل المسمى يوتلاند، لكن هذه الرغبات ستتلاقى مع المعوقات الطارئة، فتجعله يستشيط حماسا للتغلب على طرقاتها المُبرحة.

هكذا تدور أحداث هذا الفيلم الذي تقوم حبكته على الوقائع التاريخية، ففي عودة الفنان للزمن السابق، ورغبته في رواية ما مضى من حوادث وإعادة قراءتها، رغبة أخرى موازية في التعبير عن الحاضر وراء ستار الماضي، لتبدو حينها حرية القول مكفولة على نطاق أوسع. وفي فيلمنا جُعبة من الأفكار الشائكة التي تُشكل مضمون الفيلم وهويته الفكرية، وتحتاج للقراءة والتأويل، واستنباط دلالتها من بين السطور.

“كايلين” يُتابع مراحل حرق الأرض قبل زراعتها

فنحن أمام قصة تعود جذورها إلى التاريخ، وهنا تكمن الحرفية، في تطعيم هذه الحكاية بالأفكار الكبرى، ولذلك يمكن القول إن مضمون الفيلم ذو طبقتين، الأولى مباشرة ترصد رحلة الإنسان نحو تحقيق الذات، عبر الصعود من المُحيط الذي ينتمي إليه نحو الأعلى، وكيف يطوع الفرد معوقات هذه الرحلة الطويلة نحو شيء واحد، ألا وهو تحقيق الهدف المرجو، أما الطبقة الأخرى فمُبطنة مستترة، وتبدو مهمومة بالتعبير عن قضايا أكثر إشكالية، كالعلاقة مع الآخر، وكيف يُنظر إلى المختلف المتباين عن السائد. كما تمتد الفكرة للبحث في العلاقة بين الأثرياء والفقراء، ونظرة كل منهما إلى الآخر.

مرج يوتلاند القاحل.. أرضية السيناريو ومدار الأحداث

يبدأ الفيلم بلقطة تأسيسية للمساحات الشاسعة من مَرج يوتلاند المهجور، ثم يُدوّن على الشاشة مُقتطفا مما جرى في الماضي، من محاولات ملوك الدنمارك لاستعمار هذه المنطقة المُنعزلة، فقد واجهت بأرضها القاحلة وطبيعتها البرية آمال كل من حاول غرس نبتة أحلامه بين حشائش أرضها الخشنة.

المخرج “نيكولاج أرسيل” يوجه الممثل الدنماركي “مادس ميكليسن”

ثم ننتقل للمشهد التالي، فنرى النقيب “لودفيغ كايلين” (الممثل الدنماركي مادس ميكلسن) أثناء استعداده لمقابلة مسؤولي وزارة الخزانة، لعرض مشروعه الطموح لاستصلاح المرج العصي على التطويع، وهناك يلاقى طلبه بسخرية لاذعة، فكل من سبقوه قوبل سعيهم بالارتداد للخلف، من دون تحقيق أدنى نجاح يُذكر. لكن عرضه السخي بتمويل المشروع من معاش تقاعده العسكري الضئيل نسبيا، ساهم في ترجيح كفة قبول أوهامه المشروعة.

وهنا يدخلنا السيناريو في صلب موضوعه وجوهره، بدون سابق تمهيد، سوى المقدمة التاريخية، التي هي أشبه بمفتتح الفيلم، ومعبر دخول عالمه. حيث تبدأ الأحداث بلقطة ثابتة للمرج المتسع الأطراف، ومن ثم يبدو مفتاح فهم الفيلم كامنا في هذه الأرض التي ستشكل لاحقا ساحة مصغرة للصراع من أجل الوجود، وهذا ما سيتبلور على نحو أكثر وضوحا كلما توغلنا في السرد، فقوس بداية الحكاية، يُفتتح بالوصول لهذا المرج، ويُغلق بانتهاء الفيلم، فيكشف -بناء على خبايا التاريخ ودهاليزه المُتشعبة- عن نزوح “كايلين” بعيدا عنها.

“كايلين” في بهو وزارة الخزانة في انتظار السماح له للدخول لعرض مشروعه لاستصلاح أرض المرج

فقد نسج السيناريو الأحداث لتسير وفق سرد خطي تقليدي، يخلو من الالتواءات الدرامية، معتمدا على الفصول الدرامية الثلاثة، البداية والوسط والنهاية، وما بينهم تتأجج الصراعات وصولا للذروة الدرامية المُحتملة، ولا حاجة هنا لاستعراض عضلات سردية، فالقصة تنتمي للماضي، وعبر تواليها ودفعها للأمام، تكشف عن ما تحمله من أفكار شيئا فشيئا، في تحكم كامل بالإيقاع العام للفيلم المشدود كالوتر، فلا يحوي بين إطاره الزمني الذي يفوق ساعتين لقطة زائدة، ولا أخرى ناقصة.

قصر الملك.. مجاز يعكس صراع القصور والأكواخ

حين يصل “كايلين” إلى أرض المرج، تبدأ مناوشات السكان المحيطين الخارجين على القانون، وهنا تتشكل العلاقة الأبوية بين النقيب المتقاعد والطفلة الصغيرة “أنماي موس” (ميلينا هاغبيرغ) الغجرية ذات البشرة الداكنة، التي يلفظها محيطها، نظرا لاختلاف لونها عن الآخرين، لأنه -في معتقداتهم المتوارثة- قد يجلب الشياطين وسوء الحظ.

“دي شينكل” يُعذب “كايلين” حتى يخرج من أرض المرج دون زراعتها

وهنا تأتي حرفية السيناريو في التعبير عن معالم البيئة في هذه الفترة من الزمن، فلا تزال ظلامية القرون الوسطى مسيطرة على مفاهيم المجتمع بدرجة كبيرة، وهو يحوي بين طياته عالمين لا يألف سواهما، عالم الأثرياء النبلاء، في مقابل الوجود الكبير نسبيا للفقراء والمزارعين، وغيرهم من الطوائف الإنسانية.

فقد وضع السيناريو المتفرج أمام مقارنة ضمنية بين عالمين، لكل منهما مقومات وجوده التي تختلف عن الآخر، فالبداية مع عالم القصور الملكية، حيث نرى “كايلين” واقفا بثبات أمام مسؤولي وزارة الخزانة ومعاوني الملك، لكن الاستهتار والرعونة هما المسيطران على مقدرات الموقف، فالوزير يساعد كلبه الصغير على تناول طعامه على المائدة، في حين يتابع “كايلين” ما يدور في الغرفة من اجتماعات، وينتظر الموافقة على طلبه.

فريق عمل الفيلم في مهرجان فينيسيا السينمائي

وحين يغادر تتلصص الكاميرا على الحوارات الجانبية لأعضاء الوزارة، فيكشفون عن مخطط سري يعمل على إيهام الملك الغارق دائما في الخمر حتى الثمالة، بالسعي الدائم لاستعمار المنعطف الأرضي في مرج يوتلاند، في حين أن الواقع يخبرنا أن كل المحاولات السابقة، لم تلق إلا الفشل والإحباط.

ثم تنتقل الكاميرا لمصاحبة “كايلين” الذي يؤسس حياة جديدة في المَرج، حيث يمارس طقوسه الحياتية من داخل كوخ صغير، حتى بعد إنشائه لمنزله المُسمى مجازا قصر الملك، وهو يُحاكي في بنائه قصور الأثرياء، لكنه من الداخل لا يتعدى عُشّا بدائي التأثيث، إلا أنه أكبر قليلا من العش، فهذه المُقارنة ستظل تتردد أصداؤها على مدار الفيلم؛ وعبر إطارها ستنمو الأحداث وتتشعب للأمام في متوالية سردية محكمة الصياغة، وفي تعبير عن الفجوة المتزايدة بين الأثرياء والفقراء، ليبدو السرد معبرا عن دلالات الحاضر، باستلهامه لحوادث الماضي.

فقد جعل السيناريو الأحداث تدور بين رحى عالمين، يحكمهما التضاد التام، فالعالم الأول عالم النبلاء والأثرياء، حيث حياة القصور الناعمة والرفاهية المفتوحة، والقابعون في داخل هذه الأمكنة لا يعنيهم سوى جمع الثروة، في متوالية حياتية يحدها الفراغ والخواء الداخلي.

الملصق الدعائي للفيلم

وعلى الجانب المقابل يقف عالم الفقراء، وإليه ينتمي “كايلين” الذي يسعى للانتقال من أسر طبقته المحدودة الموارد نحو طبقة الأثرياء، وليس ذلك بحثا عن الثروة، بقدر ما هو بحث عن التحقق الذاتي والإشباع الداخلي الذي لا يتحقق لدى شخصية مثله، إلا بالترقي الاجتماعي، لكن جرت العادة أن للقدر أقوالا مُغايرة.

شرنقة ذاتية من القسوة والغلظة.. صفات المكان والسكان

بعد موافاة النقيب “كايلين” بالموافقة الملكية على إقامة أول مستعمرة في مرج يوتلاند، يسعى لتأسيس نُزل صغير، ومن هذا المنطلق يبحث عن مُعين له في البناء والزراعة، فيلتقي بـ”آن باربرا” (الممثلة آماندا كولين) وزوجها “يوهانس” (الممثل مورتن هي أندرسن)، وهما مزارعان هاربان من جحيم الثريّ “دي شينكل” (الممثل سيمون بينيبرغ)، مالك الأراضي المحيطة وقاضي المقاطعة، وقد مارس عليهما أبشع طرق التعذيب، وحجته التي لا يجابهه فيها أحد، تتمحور حول حق السيد في معاقبة المزارعين المملوكين لديه.

لذا يبدو مرج يوتلاند -بوقوعه على الهامش- متناسبا تلقائيا مع بناء الشخصيات، وذلك توظيف جيد وذكي لطبيعة المكان الذي يبدو متاخما لحدود العالم، فالمكان وسكانه يتناغم كل منهما مع الآخر، وكل حسب دوافعه، أما “كايلين” فهو يتخذ الأرض منطلقا لأحلامه للانتقال للمتن والخروج من عباءة الهامش، وأما “آن باربرا” و”يوهانس” فيقرران الاختباء زمنا وجيزا، إلى أن يحين موعد هروبهما مجددا.

المزارعة والخادمة “آن باربرا” تُساعد في زراعة البطاطس في أرض المرج

ولأن الأمكنة تسبغ ما لديها من هوية على نفوس ساكنيها، فقد بدت حياة الشخصيات مغلفة بشرنقة ذاتية من القسوة والغلظة، فقد جعل السيناريو بيئة الأحداث العامة مغلفة بطبقة محكمة من القسوة والخشونة، تتلاقى بطريقة أو بأخرى مع المكان المقفر المحاط بالخارجين على القانون من ناحية، و”دي شينكل” وألاعيبه الساعية لإخراج كل من يقترب من المرج من ناحية أخرى.

فكان الصراع الدرامي يدور في ظاهره حول أرض المرج المتسعة الأطراف، التي يعمل “كايلين” على تحويلها لحقول وأراضٍ زراعية، في مقابل سطوة النبيل “دي شينكل”، الذي يرى كل من يقترب من حدود المرج، متعديا على حزام ملكيته الخاصة.

وهنا تنشأ نقطة صراع، ستظل تنمو باضطراد في انتظار من يؤثر عكسيا عليها، ويقلل من تداعيات تطورها المتنامي، لكن بنظرة متأملة على مسار السرد واندفاعه للأمام، نلاحظ أن الصراع في جوهره، ما هو إلا نزاع ومشادة من أجل الانتقال من الهامش نحو المتن، وما العوائق التي يقابلها “كايلين” سوى معوقات مشروعة في سبيل تحقيق حلمه.

“دي شينكل”.. دعوة إلى العشاء تشعل نار العداوة

يفاجأ “دي شينكل” بوصول أحد المغامرين الجدد إلى محيط أرض يوتلاند، لذا يبعث في دعوته إلى العشاء، وينقلب الأمر إلى عداوة تزداد اشتعالا بين الحين والآخر، والسبب ليس إلا رغبة “دي شينكل” في مشاركة “كايلين” أرباحه المتوقعة من زراعته لمحصول البطاطس الذي كان جديدا نسبيا على الدنمارك آنذاك، فما يعنيه سوى العمل على تضخم ثروته المكتنزة بالأساس.

ونتيجةً لهذا الرفض القاطع من جانب “كايلين”، يتجه “دي شينكل” إلى القبض على “يوهانس” المزارع الهارب، ويمارس أساليبه غير الإنسانية في تأديبه، حتى يلقى حتفه، في مشهد من أقسى مشاهد الفيلم.

وهكذا يستمر السرد في المراوحة بين النقيب الطموح وبين الثري، كل منهما يجابه الآخر وفق قدرته ورؤيته التي تحكم أفعاله، وتدفعه نحو مصيره المنتظر، فقد جعل السرد العلاقة بينهما أشبه بثنائية القط والفأر، كل منهما مضاد للآخر، مما طعّم الفيلم بجرعات مكثفة من الترقب والإثارة، موطنها هذه العلاقة المتأججة بين الطرفين، وتضارب رغباتهما وردود أفعال كل منهما تجاه الآخر.

“كايلين” يُهدد “دي شينكل” بعد محاولاته المتكررة زحزحته عن نطاق أرض المرج

فقد جعل السيناريو مسار حياة “كايلين” مكتظة بالفِخاخ، كلما نجا من هذا باغته القدر بآخر، ويأتيه هذا القدر في هيئات متعددة، أبرزها “دي شينكل”، ويبدو حضوره عبر ردود أفعاله التي تبدو معاكسة لرغبات بطلنا، فقد قدم السيناريو -وهو يحاول الالتزام بالسياق التاريخي- شخصية “كايلين” من درجة اجتماعية دنيا، مع بزوغ حضورها، لكن لديه إصرار وعناد للمحاولة والتجديف نحو مسارات مغايرة عن المألوف.

نشأ “كايلين” في رحاب أم تعمل خادمة في أحد قصور النبلاء، ثم تبدلت حياته العملية من بستاني إلى جندي يستحق ترقياته العسكرية، حتى وصل إلى رتبة النقيب، ومن ثم يبدو مبرَّرا حرصه على الانتقال من هذا الإطار الاجتماعي نحو أبواب عالم آخر أوسع، ولذلك كلما سقط بمصيدة ما، شرع مرة أخرى في النهوض، غير عابئ بخسائر الجولة السابقة.

ديمومة الصراع.. وقائع تسرد الحاضر بعيون الماضي

لا يكشف “كايلين” عن أهدافه بسهولة، بل يعمد إلى إخفائها بين ثنايا نفسه الباحثة عن الوصول للأعلى، فذلك حق أصيل يحارب من أجل تحقيقه، من غير أن يكترث بالهجوم المتواصل من “دي شينكل” والنبلاء المتّحدين معا، فلا أحد منهم يرغب بصعود عضو جديد، قد يثير وجوده بينهم الريبة والحذر. وهكذا يواصل دفاعه الشرس عن حلمه، بل سيصل إلى أعتابه بالحصول على التقدير الملكي، وإلحاق لقب البارون بجوار اسمه.

وفي هذا السياق يقول المُمثل “مادس ميكلسن” بطل الفيلم عن دوافع اختياره لهذه الشخصية: من المُثير للاهتمام ألا تتعرض الشخصية الرئيسية للمؤثرات الخارجية التي ستشكّل مصيرها فحسب، بل هي في الواقع المحرك الرئيسي لمصيرها، فشخصية “كايلين” لديها كثير من الفرص للذهاب إلى اليسار بدلا من اليمين، وتغيير مسار قصتها.

الثري النبيل “دي شينكل” وحياته المرفهة في قصره الكبير

وبالنظر لـ”كايلين” يُمكن الوصول إلى مغزى شخصيته، ألا وهو العبور إلى ما يريد وما يرغب في تحقيقه، مهما بلغ الثمن. وهكذا يخبرنا التاريخ عن أول مستعمر ملكي ينجح بزراعة أرض المَرج الدنماركية الشاسعة المساحة، فمع أن الفيلم لديه عدد من الأفكار الشائكة، فإنها تنصهر جميعا في البناء الدرامي، عبر سرد قصة هذا النقيب العسكري، ليبدو السيناريو يدور حوله، وتُنسج الخيوط الدرامية بناء على رحلته، فهو المحور والمركز.

ويتماهى الأسلوب الإخراجي والتعبير البصري مع السياق الدرامي في وحدة واحدة، تكشف عن مُخرج ماهر له عين واعية بالتفاصيل الفنية، وهي تتجلى في التكوينات والمشاهد المُطعّمة بالإضاءة الخافتة المعتمدة على المصادر الطبيعية، لتصبح المشاهد لوحات فنية قائمة بذاتها، وقريبة التأثر بلوحات الفنان التشكيلي الهولندي “رامبرانت”، المتكئة على الظلام عنصرا جماليا.

هذا الظلام الضارب بجذوره في الأعماق الإنسانية، يطرحه الفيلم بأسلوب ملحمي، ويبعث على شحذ الفكر، لا في مصير هذه الشخصيات التي طواها الزمن، وكفّنها النسيان، بل في تأويل هذه السياقات بمذاق معاصر، وما الحاضر إلا إعادة تدوير للماضي.