مدير منتدى أيام الجزيرة الوثائقية لمشاريع الأفلام: “نبحث عن مشاريع أصيلة إنسانية ملهمة وإبداعية”

بعد النجاح الكبير الذي لاقته في نسختها الأولى، تعقد قناة الجزيرة الوثائقية منتدى أيام الجزيرة الوثائقية لمشاريع الأفلام في الفترة ما بين 9-12 سبتمبر/أيلول الجاري في العاصمة البوسنية سراييفو، وذلك في منتدى يجمع صُنّاع الأفلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقد تقّدم للمنافسة هذا العام أكثر من 177 مشروعا من 52 دولة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق أوروبا والقوقاز، واختير منها 22 مشروعا للمنافسات النهائية في المنتدى، وذلك للحصول على منح للإنتاج المشترك تصل قيمتها إلى 70 ألف دولار، بالإضافة إلى جوائز نقدية يبلغ مجموعها أكثر من 19 ألف دولار، ومكافآت عينية.

وللحديث أكثر عن دورة هذا العام، أجرينا حوارا مع مدير منتدى أيام الجزيرة الوثائقية لمشاريع الأفلام عادل كسيكسي ليُطلعنا على تفاصيل هذه الدورة، والهدف من إطلاق هذه المبادرة بالأساس، ولماذا سراييفو بالتحديد.

جزء من الخبراء الدوليين المشاركين في دورة العام الماضي من أيام الجزيرة الوثائقية
  • ما الهدف من إطلاق الجزيرة الوثائقية لأيام الجزيرة الوثائقية لمشاريع الأفلام؟

تهدف منصة “أيام الجزيرة الوثائقية لمشاريع الأفلام” إلى جمع صنّاع الفيلم الوثائقي من منتجين ومخرجين من مناطق العالم العربي وجنوب شرق أوروبا ومنطقة القوقاز خلال ثلاثة أيام، مع صناع القرار العالميين والداعمين لمشاريع الأفلام، فكأنه منتدى نحاول من خلاله أن نوفق ونقرب وجهات النظر بين صناع القرار والتلفزيونات وشركات الإنتاج وشركات التوزيع والمانحين أيضا.

لقد شارك معنا أكثر من 34 مشروعا، وحضر في المنتدى عام 2022 أكثر من 30 صانع قرار، وأكثر من 50 منتجا ومخرجا من المناطق المستهدفة.

كانت المبادرة جزءا لا يتجزأ من مهرجان البلقان السينمائي للأفلام الوثائقية، ومبادرة الجزيرة الوثائقية هدفت إلى تطوير المهرجان وجعله أكثر عالمية، من خلال إدخال منصة المشاريع تلك إلى المهرجان، وإعطاء فرصة أكبر لدعم وتشجيع صنّاع الفيلم الوثائقي في منطقة البلقان وخارجها.

هناك عدة منح قُدمت وتُقدم في تلك السنة، منها منح أساسية يُرتكز عليها في المسابقة بالأيام الثلاثة، وهي منح مشاريع تحت التطوير، ومنح مشاريع قيد الإنتاج، ومنح لمشاريع المبدعين من منطقة البلقان.

والمقصود بمنح مشاريع تحت التطوير، هو أن هناك منحا ذات طابع مشترك، مثل جوائز الجزيرة الوثائقية، فكلها تندرج تحت مظلة الإنجاز المشترك، وكذلك توجد منح نقدية، بالإضافة إلى منح عينيّة غالبها يكون دعواتٍ من مهرجانات مرموقة مثل “ساني سايد” أو “كاندوكس” وغيرهما، لإعطاء فرص أخرى لبعض المشاريع لإبراز مشاريعهم وعرضها على صناع القرار في تلك المنصات.

ستقام الدورة القادمة من دورة “أيام الجزيرة الوثائقية لمشاريع الأفلام” بنسختها الثانية في سراييفو من 9-12 من سبتمبر/أيلول عام 2023، وخلال ثلاثة أيام سيلتقي أكثر من 26 مشروعا من صُنّاع منتجين ومخرجين مع أكثر من 50 صانعا للقرار وممثلين عن تلفزيونات وشركات إنتاج وشركات توزيع ومانحين، وسيعدّ هذا الملتقى فرصة أخرى للتحاور والتناصح وإيجاد فرص لتمويل المشاريع، من خلال الجلوس وجها لوجه مع صناع القرار.

سيتكون البرنامج من حصص صباحية تعرض فيها المشاريع وتناقش، ثم تمنح الفرصة للمشاركين لمزيد من الاستفسارات والأسئلة في حصص مسائية، ثم التداول والنقاش حول مشاريعهم وفرص إنتاجها أو تمويلها. كما سيتخلل هذا البرنامج بعض الأنشطة الاجتماعية في نهاية كل يوم، وربما في آخر أيام المهرجان.

مدير منتدى أيام الجزيرة الوثائقية لمشاريع الأفلام عادل كسيكسي في دورة العام الماضي
  • لماذا اخترتم مدينة سراييفو بشكل خاص؟ وما الذي تطمح إليه الجزيرة الوثائقية بشراكتها مع الجزيرة بلقان في هذه المنصة المشتركة؟

اختيرت مدينة سراييفو لأنها في قلب أوروبا، وأطلقت الجزيرة الوثائقية أيام الجزيرة الوثائقية لتقديم المشاريع لتكون جزءا لا يتجزأ من مهرجان البلقان السينمائي، وهو في دورته السادسة في هذه السنة، ويهدف ذلك لتطوير هذا المهرجان، فالمهرجان سينمائي وغير كافٍ لتقديم فرص كبيرة لصناع الفيلم الوثائقي.

لذلك عندما أطلقت الجزيرة الوثائقية هذه المنصة، كان من أهدافها السعي إلى تطوير هذا المهرجان، حتى يصبح ذا طابع عالمي يقدم فرصا أكبر لصناع الفيلم الوثائقي.

  • ما هي المعايير التي تستخدمها أيام الجزيرة الوثائقية لتحديد مشاريع الأفلام المستحقة للحصول على المنح النقدية؟

في أيام الجزيرة الوثائقية نبحث عن مشاريع أصيلة إنسانية ملهمة إبداعية، ينتجها منتجون أو يخرجها مخرجون من العالم العربي ومن جنوب شرق أوروبا والقوقاز.

  • كيف يمكن لصناع الأفلام الوثائقية من مختلف أنحاء العالم أن يقدّموا السنة المقبلة وأن يشاركوا في أيام الجزيرة الوثائقية؟ وهل توفرون أي دعم آخر بخلاف المنح النقدية؟

ندعو صناع الفيلم الوثائقي من العالم العربي ومن جنوب شرق أوروبا والقوقاز لتقديم مشاريعهم في النسخة القادمة التي ستكون في سراييفو في سبتمبر/أيلول عام 2024، وسيفتح باب تقديم المشاريع مع بداية السنة، فندعو للمشاركة بها كلَّ من لديه أفكار أصيلة إنسانية ملهمة، سواء كانت الفكرة قيد التطوير أو الإنتاج.

يقدم المهرجان منحا عينية وفرصا أخرى للمشاركة في منصات ومهرجانات عالمية أخرى، وللالتقاء بصناع القرار.

المخرج البوسني سردان ساريناك أثناء استلام جائزة الجزيرة الوثائقية عن مشروعه “سينما تحت الحصار”
  • هل يمكنك مشاركة بعض قصص النجاح التي نتجت عن أيام الجزيرة الوثائقية؟

كان في الدورة الأولى من “أيام الجزيرة الوثائقية لمشاريع الأفلام” 15 مشروعا فائزا، من بينها ما فاز بجوائز الإنتاج المشترك للجزيرة للوثائقية، مثل مشروع “سينما تحت الحصار” الفائز بالجائزة الأولى، ومشروع “نافذة الجمعة” الفائز الثاني بجائزة الإنتاج المشترك، كما أن هناك مشاريع أخرى خاصة ممن حصل على الجوائز العينية وصار لمشروعه صيتٌ فيما بعد، مثل مشروع “نساء حياتي” للمخرجة الصاعدة زهراء غندور من العراق، وهذا المشروع دُعي لمهرجان “ساني سايد” هذه السنة.

وهناك مشروعان من المنطقة العربية دُعيا لمهرجان “كاندوكس” السينمائي في نسخته الماضية، الأول منهما هو مشروع للمخرجة لانا ضاهر من لبنان بعنوان “هدوء نسبي”، والثاني للمخرجة مريم الذبحاني من اليمن بعنون “يلا نلعب عسكرة”، وما زالا يتصاعدان إلى كثير من المنصات لعرض هذه المشاريع.

  • ما هي خطط أيام الجزيرة الوثائقية للمستقبل؟ هل هناك توسع في نطاق الفعالية أو إضافة مبادرات جديدة؟

ستواصل الجزيرة الوثائقية مبادرتها الحالية بالاشتراك مع مهرجان الجزيرة بلقان، وسنعمل على توسيع هذه المبادرة والبناء على هذه التجربة، وذلك بإطلاق منصة أيام الجزيرة الوثائقية لمشاريع الأفلام، لعلها تكون قريبا في أفريقيا وفي آسيا وبعض المناطق الأخرى.