الحمراء وابن الخطيب.. أضخم إنتاجات الوثائقية يُعرض لأول مرة في العالم العربي

شهدت قاعات العرض بسينما نوفو اللؤلؤة بالدوحة أمس الأربعاء 22 فبراير، العرض الأول لفيلم “الحمراء وابن الخطيب” في المنطقة العربية والذي استغرق إنجازه سبع سنوات وهو أضخم إنتاج مشترك لقناة الجزيرة الوثائقية في عام 2022.

 

وقد شهد العرض حضور شخصيات كبيرة يتقدمهم بطل الفيلم الممثل المصري عمرو واكد ومخرجة الفيلم الإسبانية “إيزابيل فرنانديت” والسفير الإسباني في الدوحة “خافيير سانشيز” وعدد من الدبلوماسيين والوجوه الإعلامية.

وفي كلمته التقديمية، قال مدير قناة الجزيرة الوثائقية أحمد محفوظ إن الفيلم ثمرة سبع سنوات من العمل الجاد والبحث الأكاديمي لإخراج الفيلم في أبهى صورة.

وأضاف أحمد محفوظ بأن قرار الجزيرة الوثائقية بالمشاركة في إنتاج الفيلم نابع من رؤية القناة الداعمة للإنتاجات النوعية التي تمثل جسرا بين الثقافات، وبذلك سيتعرف المشاهد على صفحة من التاريخ الأندلسي بصوت الذين وثقوه قبل 7 قرون، بعد أن توارى ذلك الصوت في الأفلام التي تناولت تاريخ غرناطة عالميا من قبل.

أحمد محفوظ مدير قناة الجزيرة الوثائقية رفقة الممثل المصري عمرو واكد والمخرجة الإسبانية إيزابيل فرنانديت

ومن جهتها قالت المخرجة الإسبانية “إيزابيل فرنانديز” إن فكرة الفيلم جاءت من إعجابها بالتراث الإسلامي في إسبانيا والأثر الذي تركه المسلمون في أوروبا، وبلغ ذروته في القرن الرابع عشر.

كما أكدت على أن التصوير في قصر الحمراء -الذي وصفته بأنه أصعب مكان يمكن الحصول على ترخيص تصوير فيه- كان أمرا شبه مستحيل لولا الحظ وفيروس كورونا الذي سمحت فيه السلطات الإسبانية بالتصوير في الموقع الحقيقي لقصر الحمراء بسبب إغلاقه مؤقتا عن الزوار.

وقال الممثل المصري عمرو واكد الذي لعب دور لسان الدين ابن الخطيب، إن تقمصه لهذا الدور جعله يزداد حبا للتاريخ الإسلامي، وجعله يكتشف تاريخا يكاد أن يُنسى بين المسلمين.

كما قال إن هذا الفيلم دعوة للتسامح وتقبل الآخر، وهو درس وعبرة لكل دارسي وعشاق التاريخ، بعيدا عن الدعاية والأغراض الفكرية والسياسية.

جانب من الحضور الجماهيري الذي حضر العرض الأول للفيلم في المنطقة العربية

كما لم يفوت الفرصة للثناء على اهتمام المخرجة “إيزابيل فيرنانديز” بالتفاصيل التاريخية في الفيلم، معطيا مثالا لهذا الاهتمام بقصة وقعت أثناء تصوير الفيلم في مشهد يدور في سوق محلي تظهر فيه عربات لبيع الجزر، فأوقفت المخرجة التصوير للتأكد من أن الجزر كان يُباع في تلك الفترة حتى يظهر في المشهد.

ويتناول الفيلم تاريخ مملكة غرناطة وفق الرواية العربية، إذ تقع أحداثه خلال فترة الوزير لسان الدين بن الخطيب، وتتناول قصة بناء قصر الحمراء في فترة السلطان أبي الحجاج يوسف الأول.

وبأسلوب يجمع بين الوثائقي والمتخيل، يُصور الفيلم تاريخ بناء قصر الحمراء والأسباب التي دفعت لتشييده، منطلقا من دراسات أكاديمية حول الكتابات التي كتبها الوزير والشاعر لسان الدين ابن الخطيب في القرن الرابع عشر.