سوق انتقالات اللاعبين.. صفقات ضخمة تصنع عالم الساحرة المستديرة

لا يعيش عالم كرة القدم -الرياضة الأكثر شعبية حول العالم- على وقع الإثارة فقط مع تسجيل الأهداف وكسب البطولات ورفع الكؤوس، ولكن الإثارة والتشويق تبلغ أشدها أيضا خلال صفقات انتقال اللاعبين التي تجري مرتين في السنة، ويسمح فيها للاعبين بتغيير فرقهم، وللأندية بإبرام الصفقات.
وتتجه الأنظار مع قرب انتهاء الموسم الكروي إلى الأندية الكبرى، وعلى رأسها الأوروبية التي تعقد صفقات ضخمة تقدر بملايين الدولارات، بالنظر إلى قوة الدوريات الكروية فيها، وعلى رأسها الدوري الإنجليزي والإسباني والفرنسي والإيطالي والألماني.

ويجري “المركاتو” الأول في بداية الموسم الكروي، ويسمى سوق الانتقالات الصيفية، أما سوق الانتقالات الشتوية فتقام في منتصف الموسم خلال شهر يناير/كانون الثاني. لكن التحضير لهذه الصفقات يجري طوال السنة، وغالبا ما تحسم قبل فتح سوق الانتقالات، بينما تجري أخرى في الساعات الأخيرة قبل انتهاء الآجال المحددة.
وقد وسجلت مبالغ الصفقات التي عقدت في السنوات الأخيرة أرقاما قياسية تجاوزت الـ200 مليون دولار بالنسبة لبعض نجوم الكرة المميزين الذين تعول عليهم الأندية من أجل المنافسة على أدوار حاسمة في البطولات المحلية والقارية. كما أن أندية كرة القدم حول العالم قد أنفقت أكثر من 48 مليار دولار على التعاقدات مع اللاعبين في الفترة ما بين 2011-2020، وفق إحصاءات صادرة عن الاتحاد الدولي للعبة “الفيفا”.
فكيف بدأ سوق انتقالات اللاعبين؟ وكيف تطور “المركاتو” بسرعة وأصبح سوقا تقاس بالملايين؟ وما هي شروط انتقال اللاعبين وحجم الأموال التي تنفقها الأندية للحصول على خدمات نجوم المستديرة؟

تنظيم المواسم.. قواعد اللعبة الإنجليزية تلهم العالم

ليس غريبا أن تكون بريطانيا صاحبة أحد أقوى الدوريات الكروية في العالم حاليا، وأول من فكر في تنظيم لعبة كرة القدم، وسوق الانتقالات الخاصة بها كما نعرفها اليوم، فالفوضى التي كانت تشهدها اللعبة منتصف القرن التاسع عشر، جعلت المسؤولين في هذا البلد يتدخلون لوضع حد لمجموعة من التجاوزات التي تخل بمبدأ التنافس الشريف، خصوصا بعد أن بدأت كرة القدم تحظى بشعبية كبيرة، وأصبحت ممارستها مهنة معترفا بها.

“المركاتو” شعار سوق بيع وانتقال اللاعبين

فقد كشف تقرير نشرته صحيفة “ذا أثلتيك” البريطانية حول تاريخ “المركاتو” معلومات مثيرة عن بدايات سوق انتقالات اللاعبين التي شهدت أولى عمليات التقنين سنة 1885، من خلال تأسيس اتحاد لكرة القدم، وتسجيل جميع اللاعبين المحترفين في قوائم مضبوطة مع بداية كل موسم، ووقف عمليات الدفع غير القانونية للاعبين لإغرائهم، وهي الممارسة التي كانت سائدة في تلك الفترة، وعدم السماح لأي لاعب بمغادرة فريقه إلى فريق آخر منافس حتى موعد التسجيل المقبل في القوائم، مع إلزامية الحصول على موافقة النادي والاتحاد.
وسرعان ما انتقل هذا التنظيم من إنجلترا إلى باقي دول القارة الأوروبية، ومعه القوانين المنظمة للعبة كرة القدم، كمدة لعب المباراة في تسعين دقيقة، وعدد اللاعبين على رقعة الميدان، وقد شكلت تلك القوانين النواة التي اعتمد عليها الاتحاد الدولي للعبة “الفيفا” بعد تأسيسه سنة 1904، فوحد شروط الممارسة المشتركة بين الدول، وصولا إلى تنظيم البطولات القارية والعالمية، وعلى رأسها كأس العالم الذي أقيمت أول نسخة منه في الأوروغواي عام 1930.

قانون الحد الأقصى للأجور.. تهجير المواهب المحلية إلى الخارج

مع بداية القرن العشرين بدأ السحر ينقلب على الساحر في إنجلترا، إذ أن الدولة التي قننت لعبة كرة القدم بدأت تكتوي بنيران ذلك، خصوصا بسبب قانون الحد الأقصى لأجور اللاعبين الذي فرضه الاتحاد الإنجليزي، وكان سبب احتجاجات مستمرة للأندية واللاعبين على حد سواء.
وهو ما استغلته بعض الفرق الأجنبية لاستقطاب أفضل اللاعبين الانجليز بإغرائهم بأجور عالية، مثل “جيمي غريفز” الذي انتقل من تشيلسي إلى ميلان الإيطالي، و”جون تشارلز” الذي انتقل من ليدز يونايتد إلى يوفنتوس الإيطالي سنة 1957.

وبسبب هذا الوضع تدخلت وزارة العمل البريطانية سنة 1961، وألغت قانون الحد الأقصى لأجور اللاعبين، مما سمح للأندية الإنجليزية بتقديم عروض أفضل مكنت من استعادة بعض اللاعبين المغادرين، والحفاظ على نجومها للعب في الدوري المحلي.

حرية العمل في الأندية الأوروبية.. تعديل قوانين الانتقال

مكنت مجموعة من القضايا التي راجت في المحاكم الأوروبية في تلك الفترة، من تعديل مجموعة من القوانين المتعلقة بانتقال اللاعبين، ومن أشهرها قضية اللاعب الإنجليزي “جورج إيستهام” سنة 1959، فقد أسست للنظام الذي يمكن اللاعبين من مغادرة أنديتهم بشكل مجاني عند نهاية عقودهم.
ومن بين القضايا التي تركت بصمتها أيضا في قوانين “المركاتو” قضية اللاعب البلجيكي “جان مارك بوسمان” الذي تمكن سنة 1995 من الفوز في قضية رفعها ضد نادي آر سي لييج، والاتحاد البلجيكي لكرة القدم، والاتحاد الأوروبي للعبة “يويفا”.
وأصبح بموجبها لاعبو كرة القدم خاضعين لقوانين العمل الأوروبية، بصفتهم عمالا لهم حرية الانتقال والحركة بين دول الاتحاد، كما مكنت الأندية الأوروبية من الاعتماد على عدد غير محدود من اللاعبين المنتمين لدول الاتحاد الأوروبي، واعتبارهم غير محترفين.

“اللعب المالي النظيف”.. قانون ينقذ الأندية من شبح “المركاتو”

سايرت قوانين انتقال اللاعبين التطور الذي شهدته لعبة كرة القدم خلال القرن العشرين، خصوصا بعد أن أصبحت الرياضة الأكثر شعبية في العالم، وبدأ نجومها يحظون بمتابعة جماهيرية كبيرة، ثم ازديادها زخما مع تطور وسائل الإعلام، وتنظيمها للمنافسات القارية والدولية.
وهكذا ظهرت كلمة “المركاتو” التي تعني باللغة الإيطالية السوق في بداية التسعينيات من القرن الماضي، واستعمل هذا المصطلح بكثرة في الدوري الإيطالي “الكالتشيو” الذي كان يجذب أبرز نجوم العالم، قبل أن ينتشر ويصبح رمزا لرأسمالية كرة القدم، بالتزامن مع ظهور مهنة وكيل اللاعبين في 1991، التي شهدت تطورا كبيرا في السنوات العشر الأخيرة، حتى أن الأندية أنفقت على الوكلاء 3.5 مليار دولار كعمولات بين 2011-2020 وفق تقرير “الفيفا” عن الصفقات.

يتم انتقال أو بيع اللاعب من فريق إلى أخر عبر وكلاء يبرمون الاتفاقات بين الأندية قبل توقيع العقود

وبسبب الأرقام الكبيرة التي أصبحت تدفعها الأندية مقابل الحصول على خدمات بعض اللاعبين خصوصا مع بداية الألفية الثالثة، وظهور صفقات تتجاوز عتبة 100 مليون يورو، بدأت المخاوف من ارتفاع مديونية الأندية وعدم قدرتها على تحقيق التوازن المالي. وهو ما دفع الـ”يويفا” للتدخل من خلال قانون اللعب المالي النظيف منذ الموسم الكروي 2011-2012.
ويفرض هذا القانون على الأندية خلق توازن بين مداخيلها ومصاريفها والحد من هذا السباق المجنون للحصول على النجوم، خصوصا أن مديونية أندية كرة القدم قدرت بحوالي 1.6 مليار يورو سنة 2012، وقد وصلت حوالي 20% من الأندية في أوروبا إلى وضع مالي خطير جدا.

“دييغو مارادونا”.. صفقة القرن التي غيرت تاريخ نابولي

أحدثت صفقة انتقال أسطورة كرة القدم الراحل الأرجنتيني “دييغو مارادونا” من برشلونة الإسباني إلى نابولي الإيطالي ثورة في عالم كرة القدم سنة 1984، إذ تجاوزت قيمتها القياسية التي كانت في تلك الفترة 10 ملايين يورو، فجعلتها “صفقة القرن”.
ولم يكن نادي نابولي في تلك الفترة يستقطب النجوم على غرار يوفنتوس وميلان، ولم يسبق له أن فاز بالدوري المحلي، لكن بعد وصول فتى الأرجنتين المدلل تغيرت الأمور، وأصبح النادي حديث الجميع.

انتقال أسطورة كرة القدم الأرجنتيني”مارادونا” من برشلونة الإسباني إلى نابولي الإيطالي سنة 1984 اعتبر “صفقة القرن”

وقد استطاع “مارادونا” بعد بداية صعبة أن يقود فريق الجنوب الإيطالي نحو تحقيق المستحيل، ويتوج بالدوري المحلي لأول مرة في موسم 1986/1987، ثم بكأس الاتحاد الأوروبي سنة 1989، وهو الإنجاز الأوروبي الوحيد لنابولي في خزينته.

“لويس فيغو”.. صفقة الخيانة التي أغضبت جماهير برشلونة

ليست وحدها القيمة المالية هي ما يجعل صفقات اللعبة حديث العالم، فحتى رمزيتها أو أثرها على الجماهير كان مهما، ولعل أبرز مثال على ذلك صفقة انتقال البرتغالي “لويس فيغو” من برشلونة إلى ريال مدريد سنة 2000 بمبلغ 42 مليون يورو، وسميت آنذاك “صفقة الخيانة”. حتى أن جماهير برشلونة هاجمت اللاعب البرتغالي في أول موقعة “كلاسيكو” بين الفريقين سنة 2002، وألقت عليه مقذوفات ورأس خنزير في حادث شهير.
وقد شكلت صفقة “فيغو” بداية للتنافس المحموم بين الغريمين التقليدين في إسبانيا، وإنفاق ملايين الدولارات في صفقات ضخمة لشراء اللاعبين، بقيادة رئيس النادي الملكي “فلورنتينو بيريز” الذي شكل بعد وصوله إلى الرئاسة سنة 2000، ما سمي بـ”فريق الأحلام”، بضمه أسماء كالفرنسي “زين الدين زيدان” والإنجليزي “ديفيد بيكام” والظاهرة البرازيلي “رونالدو” ومواطنه “كاكا” وآخرين.

ملوك إسبانيا.. تحطيم الأرقام في أندية الصفقات القياسية

وُصف فريق ريال مدريد بعد سنة 2000 بنادي الصفقات القياسية، وظل يحطم الأرقام، حتى سنة 2009، حين وقع إحدى أنجح صفقاته على الإطلاق، بضمه النجم البرتغالي “كريستيانو رونالدو” قادما من مانشستر يونايتد الإنجليزي بمبلغ 94 مليون يورو.
كما اعتبرت بعد ذلك صفقة انتقال المهاجم الويلزي “غاريث بيل” من توتنهام إلى الريال في 2013 الأغلى في تاريخ كرة القدم، إذ وصلت قيمتها لأول مرة إلى 100 مليون يورو، رغم أن اللاعب الويلزي لم يقدم المردود المتوقع نظير هذه الصفقة، وظل أداؤه متذبذبا مع النادي الاسباني.

النجم البرتغالي “رونالدو” ينتقل من “مانتشستر يونايتد” الإنجليزي إلى “ريال مدريد” الإسباني بمبلغ 94 مليون يورو

ولم تقتصر الصفقات القياسية على ريال مدريد، فغريمه الأزلي برشلونة دفع أيضا مبالغ ضخمة مقابل خدمات بعض نجوم الكرة الذين لم يحققوا المنتظر منهم، وعلى رأسهم البرازيلي “فيليب كوتينيو”، الذي دفعت النادي مقابل خدماته 140 مليون دولار في 2018، والفرنسي “أنتوان غريزمان” الذي كلف خزائم الفريق الكتالوني 143 مليون دولار، قبل أن يعود في النهاية إلى ناديه السابق “أتلتيكو مدريد”.

حديقة الأمراء.. مغناطيس يجذب النجوم بأغلى الأثمان

تبقى أغلى صفقة في عالم كرة القدم إلى غاية كتابة هذه السطور، هي صفقة اللاعب البرازيلي “نيمار” التي تجاوزت 260 مليون دولار عام 2017، ودفعها نادي باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل الحصول على خدماته من برشلونة، ثم أتبع بزميله في الفريق “كيليان مبابي” الذي انتقل كذلك صيف 2017 من موناكو إلى نادي العاصمة الفرنسية نظير 218 مليون دولار.
وخطف “مبابي” الأنظار مع قرب نهاية الموسم الكروي الحالي 2021/2022، بعد أن قرر البقاء مع ناديه “باريس سان جيرمان” ووقع معه عقدا يمتد إلى 2025، ليحسم جدلا واسعا بخصوص احتمال انتقاله مجانا إلى ريال مدريد الاسباني الذي كان قد عرض في وقت سابق حوالي 211 مليون دولار لضم النجم الفرنسي حسب تقارير إعلامية.
وسيحصل “مبابي” مقابل بقائه في حديقة الأمراء في السنوات الثلاثة المقبلة على راتب سيعتبر الأعلى في تاريخ كرة القدم، إذ قد يصل إلى مليون يورو أسبوعيا وفق صحيفة “ماركا” الإسبانية، مما يعني أن النجم الشاب سيحصد نحو 300 مليون يورو بين الرواتب السنوية ومكافأة التوقيع الجديد.

استقدام اللاعبين.. مفاوضات مالية تنطق بأرقام كبيرة

عندما نسمع عن صفقة انتقال لاعب ما إلى فريق جديد مقابل مبلغ معين، فهذا يعني أن اللاعب سيغادر ناديه قبل انتهاء عقده، ومبلغ الصفقة هو بمثابة تعويض يستفيد منه النادي مقابل فسخ العقد، أما اللاعب فيتفاوض بخصوص الراتب السنوي والتحفيزات وغيرها.
فعندما انتقل النجم “ليونيل ميسي” مثلا إلى باريس سان جيرمان صيف العام 2021، انتقل في صفقة مجانية، لأن عقده مع برشلونة انتهى، ولم يستطع الفريق تجديده بسبب أزمته المالية والأجر المرتفع للاعب الأرجنتيني. بينما عرض الفريق الفرنسي على نجمه الجديد 35 مليون يورو كأجر سنوي.

وتعتبر حالات الانتقال الحر للاعبين بعد انتهاء عقودهم الأكثر شيوعا، لكن الأندية تضطر أحيانا لدفع مبالغ ضخمة لضم لبعض النجوم الذين يوجدون في أوج عطائهم، لأن انتظار انتهاء العقد قد يأخذ وقتا طويلا.
فعندما يصمم النادي على استقدام لاعب جديد، فإنه يدخل أولا في مفاوضات مع الفريق الذي يملك بطاقة اللاعب والاتفاق معه على مبلغ الصفقة، بينما تكون المرحلة الثانية من المفاوضات مع اللاعب أو وكيل أعماله على الأجر السنوي والمكافآت.

ظلال الصفقات.. سيول مالية تغرق وكلاء الأعمال

ورغم أن اللاعب لا يستفيد أي شيء من مبلغ صفقة الانتقال، فإن وكيل أعماله يحصل في المقابل على عمولة من الناديين تقدر بما بين 1 إلى 20% من قيمة الصفقة. ووفق دراسة أجراها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فقد بلغ متوسط نسبة عمولة وكلاء أعمال اللاعبين في أوروبا 13%.
كما ظهر مؤخرا في بعض عقود اللاعبين بند جديد، يمكن فيه للفريق السابق الحصول على جزء من مبلغ صفقة انتقال اللاعب، ويسمى “عائد البيع”. وعلى سبيل المثال، فقد حصل فريق إنتر ميلان الإيطالي على حوالي 9 ملايين دولار من صفقة انتقال “كوتينيو” من ليفربول إلى برشلونة، لأن عقده مع الفريق الإنجليزي كان يتضمن “عائد البيع” بنسبة 5%.
ويعتبر نادي “بنفيكا” البرتغالي أكثر الأندية كسبا للأموال من صفقات انتقال اللاعبين، فقد ربح ما لا يقل عن 1.35 مليار دولار في السنوات العشر الأخيرة، إذ من أبرز صفقاته انتقال اللاعب الشاب “جواو فيلكس” إلى أتلتيكو مدريد في 2019 بـ138 مليون دولار.

حقوق البث والدعاية.. روافد سخية تملأ خزائن الأندية

لا شك أن صفقات انتقال اللاعبين والأجور الخيالية التي يتلقونها، أصبحت تثقل مالية النوادي، خاصة الأوروبية منها، والتي أصبحت القيمة السوقية للاعبيها تتجاوز في بعض الفرق المليار دولار. ولا بد من معرفة مصدر هذه الأموال، وما إن كانت مداخيل النوادي تستطيع فعلا تحمل هذه النفقات.
يصعب في كل الأحوال رصد جميع المداخيل، فهناك عدد من المصادر من أهمها حقوق البث التلفزيوني للمباريات، وقد حطمت الرقم القياسي في بريطانيا عام 2016، إذ بيعت حقوق نقل المباريات في ثلاث مواسم بـ13 مليار دولار، وقد حصل فريق ليفربول مثلا في الموسم 2018/2019 على 178 مليون دولار من حقوق البث التلفزيوني، بحسب رابطة أندية الدوري الإنجليزي الممتاز.

تساؤلات عن مصادر الأموال التي تدفعها الأندية للاعبيها المحترفين

وكذلك هناك مداخيل تذاكر المباريات واشتراكات المشجعين، وتمثل حوالي 13% من أرباح الأندية الأوروبية، إضافة إلى عائدات بيع الملابس والقمصان والمستلزمات الرياضية، وحقوق الرعاية والإشهار والشركات المساهمة، وكذلك الجوائز المالية التي تخصصها الاتحادات القارية نظير المشاركة في المسابقات، فمجرد المشاركة في دوري أبطال أوروبا مثلا يدر مداخيل على الأندية تقدر في المجموع بـ585 مليون يورو.

نجوم الصف الأول.. هيمنة الكبار تضر بالمنافسة العادلة

تبقى مبالغ انتقالات اللاعبين في كثير من الحالات محط تساؤلات، حتى أن النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين تحفظت على طريقة إجراءات بعض الصفقات، والمبالغ المرتفعة التي تنفقها بعض الأندية، إذ قد تضر بالمنافسة العادلة، وتكرس هيمنة أندية معنية على نجوم الصف الأول، وبالتالي على المنافسة بين الفرق في البطولات المحلية والقارية.
وهناك أيضا من المدربين من انتقد طريقة تنظيم سوق الانتقالات الحالية، خاصة أنها تقع مرتين في السنة، ويمكن أن تشتت تركيز اللاعبين في وسط الموسم، فقد طالب مدرب فريق “أرسنال” السابق الفرنسي “أرسن فينغر” في إحدى تصريحاته الشهيرة بإلغاء بوابة الانتقالات الشتوية، وإنهاء الانتقالات الصيفية قبل انطلاق الموسم في شهر أغسطس/آب من كل سنة، فالمسؤولية تجاه اللعبة كما يقول “فينغر” تفرض الحفاظ على القيم والأخلاق التي تحكم الرياضة، وعدم السماح بأن تتحول كرة القدم إلى تجارة.