مونديال 1986.. خلافات وإصابات وانتصارات لسفراء العرب الثلاثة

كان العرب على موعد مع وصول أول لثلاثة منتخبات عربية دفعة واحدة إلى أرض المكسيك في مونديال 1986، فقد حقق منتخب الجزائر تأهلا ثانيا على التوالي إلى النهائيات بالفريق الذي أبهر العالم عام 1982، وتأهلت المغرب مرة ثانية بعد تأهلها الأول في المكسيك عام 1970، وبصحبة المنتخبين صعدت العراق إلى المونديال لأول مرة في تاريخها، حاملة معها أحلام عرب آسيا لتثبيت أنهم رقم مؤكد في الحضور بنهائيات كأس العالم.

بدأ تاريخ العرب مع بطولة كأس العالم منذ أخذت تلك الفكرة طريقها إلى حيز التنفيذ، وقد شاركت 8 منتخبات عربية في بطولات المونديال المتتالية. وفي هذه الحلقة من سلسلة الوثائقية “العرب في كأس العالم” من إنتاج قناة الجزيرة الوثائقية، سنتطرق إلى مشاركات الفرق العربية الثلاث في مونديال المكسيك عام 1986.

منتخب الجزائر.. محاربو الصحراء في مونديال المكسيك

البداية ستكون مع مشاركة منتخب الجزائر، فقد شارك “محاربو الصحراء” للمرة الثانية تواليا بعد نسخة 1982، ولكن بمنتخب أقوى يضم عناصر جديدة تحترف خارج الجزائر، وبما أن المباراة الأولى كانت أمام إيرلندا الشمالية، فقد كان سقف الطموحات أعلى بحسب الصحفي الجزائري فريد آيت سعادة.

ويعتبر صالح عصاد لاعب منتخب الجزائر عام 1986 أن مواجهة إيرلندا الشمالية كانت أسهل مباراة للفوز بها في المجموعة التي تضم أيضا البرازيل وإسبانيا.

أعضاء الفريق الجزائري المشارك في مونديال المكسيك 1986

جاءت المباراة متوازنة بين المنتخبين، وبدا وكأن المنتخب الجزائري كان متيقنا من الفوز في أي لحظة من لحظات المباراة، لكن منتخب إيرلندا تقدم بشكل مفاجئ في المباراة وعادل منتخب الجزائر في النتيجة، ولم يستطع تحقيق الفوز، وانتهت المباراة بالتعادل، ولم يكن منتخب إيرلندا مجرد ممر عبور آمن للمواجهة التالية ضد البرازيل كما توقع محاربو الصحراء قبل انطلاق المباراة.

مواجهة البرازيل.. مباراة قوية أحرجت بطل العالم

رغم قوة البرازيل وسمعتها الكبيرة، فإن اللاعبين الجزائريين لم يكونوا خائفين من منتخب السامبا، لأنهم واجهوا في السابق فرقا برازيلية في الجزائر وفازوا عليها.

لكن المواجهة جرت في غوادالاخارا المكسيكية، وهو المكان المفضل لمنتخب السامبا الذي شهد تألقه في سبعينيات القرن الماضي وفقا للمعلق الرياضي بن يوسف وعدية.

هدف الجزائر المميز في مرمى البرازيل في مونديال 1986

وقد لعب منتخب الجزائر بروح وقوة وأحرج منتخب البرازيل، بل وصمد لوقت طويل في المباراة إلى حدث خطأ بين دفاع الجزائر وحارس المرمى حين مرت الكرة بينهما، فانقض عليها النجم البرازيلي “كاريكا”، وسجل هدف المباراة الوحيد.

لم تضع فرصة صعود محاربي الصحراء بعد، رغم الخسارة المتوقعة والطبيعية أمام البرازيل الفائزة باللقب 3 مرات سابقة حتى ذلك الوقت. بعد ذلك الوقت انفجرت الخلافات علنا بين اللاعبين.

صراع الأشقاء.. عدو داخلي يفتح الشباك لأقدام الإسبان

كان من الممكن للمباراة أمام إسبانيا أن تصبح مواجهة الحلم، ولكن على اللاعبين والطاقم الفني بقيادة المدرب الجزائري رابح سعدان تناسي خلافاتهم فقط لـ90 دقيقة، فيحققوا الفوز ويصبح الفريق المدجج باللاعبين المميزين أول فريق عربي يتأهل للدور الثاني من كأس العالم، ويقارع كبار عالم المستديرة الساحرة.

خاض المنتخب الجزائري المباراة ضد إسبانيا بانشقاقات عدة، وكأنه لم يكن معنيا تماما بالمباراة، فقد حدثت خلافات بين اللاعبين الذين يلعبون في الدوري الجزائري، وبين آخرين ينشطون في البطولات الخارجية، فقد استدعي هؤلاء للعب في نهائيات المونديال المكسيكي، دون أن يشاركوا في التصفيات ويتعبوا ويعانوا في المسار الطويل الذي مشاه زملاؤهم للوصول إلى كأس العالم. ولهذا خسر المنتخب بثلاثية نظيفة.

ويعلق المؤرخ الرياضي سعيد سيلحاني على مواجهة إسبانيا قائلا: انهار منتخب الجزائر معنويا، ولم يكن تركيز اللاعبين منصبا على المباراة والفوز فيها، وغابت الروح عن أداء اللاعبين.

أصبح الانهيار الكامل أمام إسبانيا ضريبة لم يدفعها اللاعبون أصحاب الخلافات فقط، ولكن دفعها الشعب الجزائري خاصة والعربي عامة، وكان السخط على المشاركة المخيبة مساويا لحجم الأمل الكبير الذي انتظره الجميع ولم يتحقق.

“أسود الرافدين”.. مباراة تفر من ضجيج الحرب إلى السعودية

وصل المنتخب العراقي إلى نهائيات مونديال المكسيك دون أن يخوض أي مباراة في التصفيات التأهيلية على أرضه وبين جماهيره بسبب ظروف الحرب الإيرانية العراقية، وبعد إقالته لمدربين وطنيين خلال التصفيات، عُيّن مدرب برازيلي قاد الفريق في المباراة الفاصلة أمام منتخب سوريا، وقد أقيمت المباراة بالسعودية وسط حضور جماهيري متواضع لا يليق بمواجهة عربية ستؤهل الفائز منها إلى المونديال المكسيكي.

أعضاء الفريق العراقي المشارك في مونديال المكسيك 1986

وقد ابتسمت المباراة في النهائي لصالح منتخب “أسود الرافدين”، فبات ثالث منتخب عربي آسيوي يصعد لنهائيات كأس العالم.

يقول قاسم علوان مدرب حراس مرمى منتخب العراق عام 1986: كان التأهل بمثابة الحلم، لأن الجمهور العراقي كان استثنائيا، ففي يوم صعودنا لكأس العالم كان الشعب كله فرحا ويغني ويرقص، لأن الشعب محب لكرة القدم بشكل لا يمكن وصفه.

مجموعة منتخبات العيار الثقيل.. قرعة قاسية

يقول قاسم علوان: في هذه البطولات لا يوجد فريق سهل، وبغض النظر عن المنافس فمجرد وصوله إلى نهائيات المونديال يعني أنه فريق قوي، وعليك الاستعداد بالشكل المطلوب لمواجهة المنافسين في المجموعة سواء كانوا أقوياء أو متواضعي المستوى.

أثناء خوض المنتخب العراقي معسكرا استعداديا في البرازيل مع مدرب برازيلي جديد هو “إيدو كويمبرا”، أقال المسؤول الأول عن الكرة عدي صدام حسين المدرب خلال عام تقريبا، ليتولى الإدارة الفنية للمنتخب مدرب برازيلي جديد هو “إيفاريستو”.

في مونديال 1986 تم تعيين المدرب البرازيلي “إيدو كويمبرا” للفريق العراقي بعد إقالة المدرب الحالي

وقد أسفرت القرعة عن وقوع المنتخب العراقي في مجموعة قوية تضم بلجيكا والباراغواي والمكسيك صاحبة الأرض والجمهور، ويتوجب على المنتخب العراقي مواجهة هذه المنتخبات العريقة كرويا في ظل عدم استقرار تفرضه الإدارة على المنتخب الذي كان يضم لاعبين من العيار الثقيل، وكان يعول عليهم أن ينجحوا في رسم الفرحة على وجوه الشعب العراقي.

هدف بعد انتهاء الشوط.. فوضى التحكيم تفسد مباراة الباراغواي

يشير قاسم علوان مدرب حراس المرمى إلى أمور كثيرة حدثت في المباراة مع الباراغواي، فقد كانت المباراة الأولى للمنتخب العراقي في المونديال، والباراغواي منتخب صاحب خبرة كبيرة، وهو أحد أقدم المشاركين في البطولة العالمية، “وقد قدمنا الأداء الذي كنا نطمح إليه، ولكن قلة الخبرة في المباريات الكبيرة أثرت على المنتخب سلبا، بدليل البطاقات الكثيرة التي رفعها الحكم ضد اللاعبين بسبب ارتكاب الأخطاء، وهذا مرده إلى التوتر والعصبية اللتين كان يعاني منهما اللاعبون”.

وفي تلك المباراة وقعت حادثة غريبة، فبعد أن كانت الباراغواي متقدمة بهدف، سجل المهاجم العراقي أحمد راضي هدف التعادل، لكن الحكم ألغاه بطريقة غريبة، وبمبرر أغرب، وهو أن وقت الشوط الأول انتهى.

الحكم يعلن صافرة انتهاء الشوط الأول على الرغم من إحراز العراق الهدف في شباك الباراغواي

كان هذا الهدف كفيلا بإدخال اللاعبين العراقيين مجددا بأجواء المباراة الصعبة، ولم تفلح اعتراضات لاعبي منتخب العراق العنيفة لدفع الحكم لتغيير قراره الغريب والمثير للجدل. وانتهى الشوط الأول بتقدم البارغواي بهدف نظيف، وبأحداث ستصعّب مهمة لاعبي المنتخب، ليس فقط في الشوط الثاني من المباراة، بل في مباريات البطولة كلها.

ويقول قاسم علوان: كان من الصعوبة أن يعود منتخبنا إلى المباراة، أو حتى أن يسجل هدفا في البطولة كاملة، بسبب الحادثة التي وقعت في مواجهة الباراغواي.

انتهت المباراة بخسارة منتخب العراق، ليس فقط بالنتيجة، بل بكثير من اللاعبين المصابين والمنذرين، وذلك قبل المباراة الأصعب التي كانت تنتظره ضد منتخب بلجيكا، فهو يعد أفضل منتخبات المجموعة وصاحب الخبرة الكبيرة في كأس العالم.

تشكيلة المصابين.. هشاشة بدنية سدت باب التعادل

في مباراته ضد بلجيكا، كان العراق بحاجة لنتيجة إيجابية للحفاظ على آماله بالتأهل للدور الثاني، ولم تأت الصعوبة فقط من قوة المنافس، بل أيضا من قلة عدد اللاعبين العراقيين الجاهزين لخوض المواجهة، في ظل إصرار المسؤولين عن الرياضة العراقية على إدراج لاعبين مصابين في التشكيلة لم يكتمل شفاؤهم بعد.

ورغم تأخر منتخب أسود الرافدين بهدفين دون رد وطرد أحد لاعبيه، فقد ضغط الفريق بحثا عن العودة بالنتيجة، وهو ما حصل عبر هدف سجله المهاجم أحمد راضي، ولكنه لم يكن كافيا لتحقيق نتيجة إيجابية، لتنتهي المباراة بخسارة أبناء دجلة والفرات، وليكونوا أول من يقصى رسميا من المجموعة بخسارتين متتاليتين.

بقيت مباراة أخيرة، وهي الأولى للمنتخب العربي ضد أصحاب الأرض والجمهور.

“كانت المدرجات تغص بالجماهير”.. ضغط اللعبة الأخيرة

يروي قاسم علوان كيف جرت المباراة الأخيرة ضد المكسيك قائلا: كانت المدرجات تغص بالجماهير بشكل غريب، فقد وصل عددهم إلى نحو 100 ألف شخص، وهذا ما أثر كثيرا على لاعبي منتخبنا.

بلجيكا تفوز على العراق بهدفين نظيفين في مونديال المكسيك 1986

وقد لعب العراق المباراة من باب تأدية الواجب ناهيك عن الصعوبة التي واجهها المنتخب ليجد 11 لاعبا يشاركون فيها، بعد تلك السلسلة المتوالية من سوء الإدارة، ورغم كل هذه الظروف، فقد قدم منتخب العراق مباراة جيدة أمام تلك الجماهير الغفيرة، ولكنه تلقى الخسارة الثالثة على التوالي وخرج من البطولة خالي الوفاض من النقاط.

لكن ما يحسب لمنتخب العراق أنه -رغم كل الظروف المعاكسة- كان يخسر مبارياته بفارق هدف واحد.

أسود الأطلس.. عودة إلى ملاعب المونديال بعد غياب طويل

كانت المشاركة العربية الثالثة في هذه الدورة من نصيب المغرب، وهي تشارك مثل الجزائر للمرة الثانية في البطولة العالمية، ولكن بفارق 16 عاما عن المشاركة الأولى، وقد ضم منتخب أسود الأطلس لاعبين مميزين سطعوا في سماء الساحرة المستديرة.

لكن منافسة المنتخبات الكبيرة في هذه التظاهرة الكبرى دائما ما تحتاج لاستعدادات استثنائية وخاصة أن القرعة -كعادتها مع المنتخبات العربية- أوقعت المغرب في مجموعة قوية وصعبة تضم إنجلترا وبولندا والبرتغال.

أعضاء الفريق المغربي المشارك في مونديال المكسيك 1986

يقول مصطفى الحدواي لاعب منتخب المغرب آنذاك: كنا نطلق على المجموعة اسم مجموعة الموت، وقد أقمنا معسكرا استعداديا في المكسيك قبل 35 يوما من انطلاق البطولة، وقبل المباراة الأولى ضد بولندا.

بولندا.. هدية التعادل السلبي الثمين في مجموعة الموت

واجه المغرب منتخب بولندا الحاصل على المركز الثالث في مونديال إسبانيا عام 1982، وكان يلزمه الخروج من تلك المباراة بنتيجة إيجابية تساعده على إكمال المشوار في هذه المجموعة الحديدية.

ويقول خليفة العابد لاعب منتخب المغرب: الخسارة في البطولات الكبرى صعبة، ولا يمكن تعويضها وخاصة في المباراة الأولى.

وقد نجح الفريق المغربي في تجنب الخسارة، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي بعد أداء أكثر من جيد من أسود الأطلس، لتكون خطوة جيدة للمغرب على طريق التأهل عن هذه المجموعة، ولكنها ليست حاسمة. زاد هذا التعادل ثقة الجماهير المغربية والعربية بفريق أثبت بالفعل إمكان وصوله لنقطة أبعد في البطولة الذهبية.

إنجلترا.. تحدي المنتخب الصعب ذي التقاليد العريقة

يروي خليفة العابد أن المواجهة ضد إنجلترا كانت صعبة جدا، ولكن المنتخب الإنجليزي -المعروف على الصعيد العالمي- خسر أمام منتخب البرتغال في المباراة الأولى بين الفريقين.

وكانت المواجهة الثانية أمام إنجلترا، مهد كرة القدم، وصاحبة التقاليد المعروفة في اللعبة، ولكن حلم تحقيق نتيجة إيجابية أمام أقوى منتخبات المجموعة سيجعل المغرب يقطع نصف الطريق إلى الإنجاز التي طالما حلمت به الكرة العربية منذ مشاركتها الأولى.

الممغرب يتعادل سلبا مع فريق إنجلترا المخضرم في مونديال المكسيك 1986

وقد انتهت المباراة بالتعادل السلبي وبات منتخب المغرب يمتلك نقطتين، ويتطلع للمواجهة الحاسمة ضد منتخب البرتغال الذي هزم إنجلترا.

وعن هذه المواجهة يقول الحداوي: قلل المنتخب البرتغالي من إمكانياتنا، ولعب بثقة بالنفس زائدة عن حدها، ونحن لعبنا على أخطاء الخصم، فشن اللاعبون هجمات مرتدة سريعة.

مباراة البرتغال.. جو جميل وانتصار ساحق يمنح الصدارة

يقول عزيز بو دربالة لاعب المنتخب المغربي: ما ساعد منتخب المغرب هو انتقاله من مدينة مونتري إلى غوادالاخارا ذات الجو الجميل غير الحار، وحتى أرضية الملعب كانت أفضل من مونتري.

ويقول المؤرخ الرياضي بدر الدين الإدريسي: خلال 36 دقيقة لم يصدق الجماهير ما يشاهدونه، لأن المنتخب المغربي تقدم بهدفين دون رد على المنتخب البرتغالي.

أحد أهداف المغرب الرائعة في مرمى البرتغال في مونديال المكسيك 1986

أصبح الحلم حقيقة، فانتصر المغرب على البرتغال بنتيجة 3-1، مما يعني أن المغرب يمتلك 5 نقاط -بعد أن أصبح الفوز يعطي الفريق 3 نقاط والتعادل نقطة واحدة- وهذا يعني أن منتخب المغرب قد تأهل للثمن النهائي من المونديال لأول مرة في تاريخ المنتخبات العربية.

وبذلك تصدر المغرب “مجموعة الموت”، وتأهل عن جدارة لدور الكبار كأول منتخب عربي أفريقي يصل إلى الأدوار الإقصائية.

“اللعنة الألمانية”.. كابوس يلاحق المنتخبات العربية

بعد عبور منتخب المغرب متصدرا للمجموعة، كبرت الآمال في مواصلة المسار، لأنه سيواجه منتخبا يحتل المجموعة الثانية في مجموعته ولكن القدر أو “اللعنة الألمانية” عادت من جديد، فلا يكاد مونديال يمر دون أن يواجه أحد المنتخبات العربية ألمانيا.

يقول المؤرخ الرياضي بدر الدين الإدريسي: عندما تتصدر المجموعة، فإنك تنتظر أن تواجه منتخبا سهلا في الدور الثاني، لكن القدر أوقعنا في مواجهة منتخب ألمانيا في مباراة تجديد العهد معه، بعد أن واجهناه قبل 16 عاما في مونديال 1970.

هدف ألمانيا الوحيد الذي أخرج المغرب من مونديال 1986

واعتبر اللاعب عزيز بو دربالة أنه “من سوء حظ منتخب المغرب مواجهته لألمانيا، قد كنا واجهنا منتخبات قوية في دور المجموعات”. وقد انتهى الشوط الأول من المباراة بالتعادل السلبي دون أهداف.

ويقول بو دربالة: كانت لدينا الرغبة أن نأخذ المباراة إلى ركلات الترجيح، ولكن الركلة الحرة التي سددها “لوثار ماتيوس”، وجاء منها هدف المباراة الوحيد قضى على أحلامنا المونديالية”.