الإنسان كمتلقٍ أول في وثائقيات هاشم النحاس

لقطة من فيلم "النيل أرزاق"
رامي عبد الرازق
 
اسمه بالكامل هاشم احمد سليمان النحاس من مواليد 27 مارس 1937.
من ابرز مخرجي السينما التسجيلية في مصر، حصل على دبلوم معهد السيناريو عام 1964، وعلى دبلوم الدراسات العليا في السينما (سيناريو وإخراج) من المعهد العالي للسينما عام 1972. 
عمل كمخرج ومنتج فني في المركز القومي للأفلام التسجيلية 1967-1987. ثم عين رئيسا للمركز القومي للسينما 90-1993. وعمل كأستاذ (غير متفرغ) للسينما التسجيلية بجامعة 6 أكتوبر (1998-2005)، وأستاذ متميز (غير متفرغ) للسينما التسجيلية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة .
 
كتب وأخرج 40 فيلماً تسجيلياً، ويعتبر عضوا مؤسسا لمعظم الجمعيات السينمائية الثقافية في القاهرة بداية من جمعية الفيلم 1960 ثم جمعية نقاد السينما المصريين وجمعية التسجيليين المصريين وجماعة السينما الجديدة بالإضافة إلى أنه عضو مؤسس لاتحاد التسجيليين العرب. وهو مؤسس مهرجان الإسماعيلية القومي للأفلام التسجيلية والقصيرة 1987 ثم الدولي (90 – 93) وأول من تولى إدارته. 
حصلت أعماله على العديد من الجوائز المحلية والدولية كان أولها الجائزة الأولى في مهرجان “ليبزج” الدولي عام 1972 بأولى أيقوناته التسجيلية “النيل ارزاق”، واحتفالا بمئوية السينما العالمية عام 1995 اختير نفس الفيلم ضمن برنامج “100 فيلم من القرن” الذي قدمه المهرجان الدولي للأفلام القصيرة في كليريموفيران (فرنسا) . وأختير مؤخراً في فرنسا كأحد أهم الأفلام في تاريخ السينما التسجيلية في العالم .
 
تمهيد 
 لو ان مونتيرا قام بتوليف مجموعة أفلام النحاس منذ عام 1972 بداية من “النيل ارزاق” ثم “الناس والبحيرة” و”في رحاب الحسين” 1981 ثم “البئر”و”توشكى” 1982 ثم “خيامية” و”شوا أبو احمد”1983 ثم “سيوة” 1987 ثم “ناس 26 يوليو” 2001 وذلك في متتالية فيلمية واحدة بالترتيب الجغرافي لمصر من الجنوب للشمال (من توشكى إلى بحيرة المنزلة) فما هي المحصلة التي سنخرج بها من هذا التوليف الممتد على استقامته ؟
في الحقيقة يمكن تقسيم محصلة هذه المتتالية إلى عدة عناصر ولكن أهمها أن التناغم الأسلوبي سيجعلنا نستشعر أنهم فيلم واحد طويل يتكون من عدة فصول تتحدث عن الشخصية المصرية خلال ما يقرب من ثلاثين عاما عبر عين راصدة واعية، غير سياحية او ممجدة، بل باحثة عن المعان والقيم سواء الثابتة او المتغيرة، بالأضافة إلى التوثيق الدؤوب لكل ما يتصل بالإنسان والواقع والبيئة وطبيعة الحياة والتطور الحضاري، ناهينا عن طرح الجانب الأجتماعي على مستوى علاقة الاجيال ببعضها وعلاقة الرجل بالمرأة والدور الأجتماعي والأقتصادي لكل منهم داخل الوحدة الأولية لأي مجتمع وهي الأسرة .
 
بل إن النظر إلى تلك المتتالية الفيلمية مجتمعة تجعلنا ندرك نوع اخر من البناء طويل المدى أو واسع التغطية وهو البناء القائم على الدوائر المتداخلة، بداية من الفرد (النيل ارزاق) إلى الأسرة (شوا أبو احمد) إلى المدينة (توشكى وسيوة والقاهرة ممثلة في رحاب الحسين وناس 26 يوليو) بالأضافة إلى مختلف البيئات المصرية (صحراوية في توشكى والبئر، وزراعية في سيوة وشوا ابو أحمد، ومائية في الناس والبحيرة، وحضرية في خيامية والحسين و26 يوليو أيضا) .
ولكن هل تتجلى المحصلة الوثائقية لتجارب هاشم النحاس بالنظر عبر الزاوية المحلية فقط ؟ والتي مهما اتسعت وتفرعت ما بين فرد وأسرة ومدينة، وما بين صحراء ونهر وبئر وبحيرة فأنها تظل محدودة في سياق البيئة المصرية !