جمهور الويب دوك .. وحدود التفاعل الرقمي

كريم بابا 
 
(… هذا ما ستكشف عنه الأيام، في انتظار تراكمات إبداعية ونقدية لهذا الشكل الفني الجديد).
 
كان هذا هو التساؤل الأخير الذي أنهيت به دراستي السابقة الموسومة بـ”الويب دوك” … جسر الوثائقي نحو التفاعل الرقمي” حول “الويب- دوك” «Webdoc»، وعرضتُ فيه مقاربتي لهذا الشكل من الإبداع السمعي-البصري الذي يتخذ من شبكة الإنترنت وسيلة ودعامة للعرض والتفاعل مع الجمهور. لهذا سأستمر في النبش النقدي لهذا المنتوج الإبداعي، مدعما إياه بقراءة في عملين أُدْرِجَا من طرف منتجَيْه في “الويب دوك”، واخترتهما ليكونا نموذجين تطبيقيين لما سأتحدث عنه في الجزء الأول (النظري) من جسم هذه الدراسة.
 
لكن، قبل هذا وذاك، لا بد من طرح الأسئلة التالية: 
لماذا رَبْطُ تسمية هذا الشكل الإبداعي بـ”الويب”؟ ألا توجد أفلام وثائقية على الإنترنت حتى يتم تخصيص هذا النوع من الإنتاج السمعي البصري بهذا الاسم؟ ما الذي يميزه عن الأفلام الوثائقية التقليدية؟
هل يستطيع صناع هذا النوع من الإبداع عرض أعمالهم على شاشات السينما وبدور المسرح؟ وهل اقتران “الويب” هنا بالعرض فقط أو يتجاوزه إلى الإعداد والتصميم والتطوير؟ أليست هذه المصطلحات الثلاثة الأخيرة تنتمي إلى المجال المعلوماتي؟ ما هي عناصر “الواقع” التي نجدها في “الويب دوك” لمنحه شرعية الانتماء لجنس الفيلم الوثائقي؟ ألا يستعين مخرجو الفيلم الوثائقي بالتقنيات الرقمية الحديثة في توضيب أعمالهم؟ هل يمكن أن يحصل تعارض بين رؤية المخرج ومصمم صفحة العرض والتفاعل على الويب؟ هل يمكن اعتبار هذا الشكل الإبداعي عملا إعلاميا في الأصل كالروبورتاج التلفزيوني مثلا؟ أين يبدأ الإعلام وينتهي في “الويب دوك”؟ ما هي مساحة تفاعل المتلقي مع العرض؟ ألا يشكل تدخل المتلقي في مسار السرد خروجا عن القواعد الكلاسيكية لـ”الفرجة” الوثائقية؟