الوثائقي والروائي .. جمهور مجهول وصناعة عرجاء!

لقطة من فيلم "الميدان"
 
أسامة صفار 
 
الإنتاج السينمائي العربي ليس منفصلا عن الإنتاج العالمي، بل هو جزء منه حتى وإن بدا الأمر غير ذلك فالمجتمع العالمي وتحولاته وارتباطاته المختلفة تجعل ظلال الآخر تطلّ سواء من خلال الشاشة أو عبر عملية الإنتاج أو ذهنية المبدع أو سلوك المشاهد أو ذلك التمويل الذي يمكن أن يكون الآخر قد دفع به لإخراج الموضوع من حالته الورقية إلى البصرية. 
ولعل المثال الواضح على ذلك التأثير المتبادل – أحيانا – بين العالمين الغربي والشرقي هو فيلم ” الميدان ” وهو فيلم وثائقي مصري – أمريكي للمخرجة جيهان نجيم، والذي يصور ثورة 25 يناير وقد رشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي في حفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والثمانين.
 
ويدفع ذلك التأثر والتأثير المتبادل للبحث عن ماهية الجمهور وتحولاته وذلك الإنتاج الذي تعددت أنماطه وأشكاله سواء لللفيلم الوثائقي أو الروائي.
ويستطيع صانع السينما أن يقدم فيلما وثائقيا عن فيلم روائي ويستطيع أن يقدم فيلما روائيا عن قصة صناعة فيلم وثائقي، ولكن سواء قدم هذا أو ذاك فالأمر كله مرتبط بمجموعة من الشروط الخاصة بطبيعة الحكاية / الموضوع فضلا عن توافر التمويل ولكن ذلك كله لا يكفي فثمة شرط لا يأتي علي ذكره الكثيرون وهو ” السوق ” أو ” الجمهور ” أو” المستهلك ” ! 
 
وإذا كان التقسيم الجاهز نظريا للجمهور هو جمهور التسلية للروائي وجمهور الخطاب العقلي للوثائقي، فإن ثمة سؤال يرتبط بحجم هذا الجمهور و تلك الغواية التي تمكنه من إعادة إنتاج الأفلام و بالتالي تحويل الإنتاج من مجرد فيلم ممول من جهة أرادت إنتاج فيلم أو مجموعة أفلام إلى صناعة حقيقية تعيد إنتاج نفسها بنفسها عبر  إيرادات .