حلاوة الصورة في مواجهة عسس الروح

 
عبد الكريم قابوس 
 
                              “لو سلمنا بألّا أعالج مشاكل السلطة،
والسياسة ولا الأخلاق ولا المنفذين، والأوبرا، وأي عمل مشهدي،
 أستطيع أن أطبع وأنشر كل ما أكتب بكل حرية،
تحت رقابة اثنان أو ثلاث رقباء”
الكاتب والصحفي الفرنسي بومارشي 
 
المنع قمع، بديهية نتقاسمها علنا أوفى اختلاجاتنا.
المنع دعامة السلطة، بل قل التسلط، وفي مسار حماية الفرد والمجتمع يتحوّل الأمير إلى سلطان ليرسم حدود المشروع والممنوع أي تخطيط شبكة الاخلاق الحميدة منها (المنشود) والسيء فيها (الممنوع ).
من هنا بعثت تلك المؤسسة المُقنّنة  للمنع : الرقابة.
تناول الرقابة بدقة هو موضوع أطروحة أو أطروحات.
ومعالجة هذا الموضوع ضمن ملف محدّد يفكك تمحور علاقة الروائي والوثائقي، وكان الدراسات السابقة دارت حول الاتجاه الواقعي والعناصر الفنية والجمهور والتلقي وها أنا أساهم في هذه الدفة من الملف بموضوع حدّد مسبقا في نطاق اشكالية المقاربة بين الروائي والوثائقي بين العربية والمحلية والعالمية وبالتحديد من زاوية سلطة الرقيب بين الحكومة (السلطة) والمجتمع والعرف، وهل تصلح الرقابة في عصر الإنترنت والفضاءات المفتوحة؟ وهل لمبدع الروائي أو الوثائقي أن يكترث أصلا بمقص الرقيب؟
 
غابة من التساؤلات وأدغال من المفاهيم لا يخرج منها الباحث والمنظر سالما إلا بتوخي التؤدة حيث تتراكم في الذاكرة مراجع جلها واضح وكثير منه أعمش أو أعشى حتى لا نستعمل كلمة ضبابية المستعملة لمفهوم flou الفرنسية.
تتراكم الوثائق أمام الباحث كبحر من المعلومات والمراجع تفيض على المجلة التي في صلبها ننشر فحسب بل على الموقع اجمالا.
ثم تتزاحم التجارب الشخصية المعاشة إما في ثوب الرقيب أو مدافعا شرسا على حرية الفكر والضمير والتعبير وخاصة الدفاع عن نصاعة الرؤيا في زمن نعيش فيه إعلاميا نوعا من “سفر الرؤيا” وهي الترجمة المستعملة لآخر فصل من العهد القديم Apocalypse 
لا مناص إذا من تفتيت النص واتباع أسلوب الترسل الذي يبدو متشظيا لكنه متماسك كما هو الأمر في الفسيفساء التي هي مجموعة من الشظايا غير أنها في النهاية تعكس صورة واضحة.
 لنحاول.