مهرجان سَفَر السينمائي بلندن.. العلاقة بين الأدب والسينما

افتتح المهرجان بعرض الفيلم الكلاسيكي "الطريق" (1964) للمخرج حسام الدين مصطفى، وهو دراما بوليسية وجودية

انطلقت فعاليات مهرجان سفر السينمائي الخميس الموافق 13 سبتمبر/أيلول 2018 في لندن وتستمر حتى الثامن عشر من الشهر الجاري. وينظم المركز العربي البريطاني المهرجان كل عامين بهدف عرض الأفلام العربية ونشر ثقافتها السينمائية، وهو المهرجان العربي الوحيد الذي يعقد في لندن. ويركّز المهرجان في دورته الحالية على العلاقة الدائمة والتكافلية بين الأدب والسينما، ويقدّم برنامجاً غنياً ومتنوعاً يغطّي أكثر من خمسين سنة، ويعرض أفلاماً ريادية كلاسيكية لم تُعرض خارج المنطقة العربية إلا نادرا، بالإضافة إلى أفضل الأفلام التي تقدم قصصاً معاصرة.

ويتناول المهرجان هذه الفترة الهامة والخصبة من صناعة الأفلام والكتابة، ويقدّم اقتباسات كلاسيكية من كل من مصر وسوريا والمغرب وتونس والجزائر لبعض أشهر المخرجين والمؤلفين في المنطقة، بالإضافة إلى أفلام من الأردن ولبنان والسودان وفلسطين والعراق وقطر.

افتتح المهرجان في معهد الفنون المعاصرة بعرض الفيلم الكلاسيكي “الطريق” (1964) للمخرج حسام الدين مصطفى، وهو دراما بوليسية وجودية اقتُبس من رواية الروائي المصري الكبير نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للأدب، وقد تكون هذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها هذا الفيلم على الجمهور في أوروبا.

عُرض في المهرجان فيلم "ورد مسموم" المقتبس من رواية "ورود سامة لصقر" (1990) لأحمد زغلول الشيطي، وهي رواية عميقة جريئة تصوّر الطبقة الدنيا الحديثة في القاهرة

وحظي الفيلم الوثائقي “قصص العابرين” (2017) للمخرج قتيبة الجنابي بعرض الافتتاح الأوروبي الذي استمر تصويره ثلاثين عاما، ويروي فيه تفاصيل رحلته ورحلة آلاف العراقيين وهم يواجهون شتاتهم المشترك ونزوحهم عن وطنهم. وقد شارك المخرج في الجلسة النقاشية التي تلت العرض. كما عُرض فيلم “ورد مسموم” (2018) للمخرج أحمد فوزي صالح والمقتبس من رواية “ورود سامة لصقر” (1990) لأحمد زغلول الشيطي، وهي رواية عميقة جريئة تصوّر الطبقة الدنيا الحديثة في القاهرة.

ومن بين العناوين المعاصرة الأخرى رؤية زينة دكاش لقصة ألف ليلة وليلة “يوميات شهرزاد” (2013) التي تقدم عنصرا وثائقيا للحكايات الكلاسيكية، وذلك بدعوة السجينات في سجن بعبدا في لبنان إلى استخدام التقاليد العربية القديمة ليروين قصصهن المتعلقة بالعنف المنزلي وفشل الزواج والحرمان من الأمومة. ويتميز عرض فيلم “يا خيل الله” (2012) للمخرج نبيل عيوش بأنه الفيلم الوحيد الذي سيكون فيه مؤلف الرواية “ماحي بينبين” في نقاش مفتوح للسؤال والجواب. وفي الوقت نفسه ستناقش المخرجة الفلسطينيّة ماري آن جاسر قصّة فيلمها واجب (2017) الذي صُوِّر في مدينة الناصرة، ويحضر جلسة المناقشة أيضا جورج هاشم وقتيبة الجنابي.

وقال الناقد السينمائي المصري جوزيف فهيم الذي يشرف على المهرجان بدورته الحالية “هذا العام أردنا أن نوسع نطاق مهرجان سَفَر ليتجاوز نطاق الأفلام العربية المعاصرة، وأن نعرض تاريخ السينما الغني في بلادنا، والذي لا يزال مجهولا إلى درجة كبيرة. وقد حفزنا موضوع المهرجان لهذا العام -الأدب في الأفلام- إلى التفكير خارج النطاق المألوف، مما أتاح لنا فرصة لعرض أفلام كلاسيكية لم تُعرض خارج العالم العربي إلاّ بشكل نادر”.

سٌيعرض فيلم "الأرض" (1969) للمخرج يوسف شاهين في الليلة الختامية للمهرجان

كما قال نكو مارزانو المسؤول عن قسم السينما والأفلام “يفتخر معهد الفنون المعاصرة بالمشاركة مرة أخرى مع المركز العربي البريطاني في إقامة مهرجان سَفَر، وهو المهرجان السينمائي الذي يؤدي دورا حيويا في إبراز مخرجي الأفلام الجدد والمخرجين الراسخين من المنطقة العربية بالرغم من القيود والرقابة في غالب الأحيان”.

ويأتي مهرجان سَفَر هذا العام بالشراكة مع مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث. ويقول صموئيل شمعون الكاتب العراقي ورئيس تحرير مجلة بانيبال “نحن في غاية السعادة لأننا نشترك مع أصدقائنا في المركز العربي البريطاني في الموسم الرابع لمهرجان سَفَر السينمائي، احتفالا بالعلاقة التي تربط بين الأدب والسينما. وكان لمهرجان سَفَر دور فعّال في التعريف بالسينما العربية في المملكة المتّحدة، وفي الوقت الذي نحتفل فيه بالذكرى العشرين لصدور مجلة بانيبال للأدب العربي، فهذه هي الفرصة المثالية لفتح حوار عبر الوسائط وعرض أجمل ما تتضمنه الفنون العربية سواء أكان مطبوعا أم على الشاشة”.

وستقام الليلة الختامية للمهرجان في المعهد الفرنسي بعرض النسخة المستعادة حديثاً لفيلم “الأرض” (1969) للمخرج يوسف شاهين المقتبس من رواية عبد الرحمن الشرقاوي التي نشرت بعد الثورة المصرية بعامين.