“فلسطينيو العراق”.. نكبتان عاشها اللاجئون الفلسطينيون هناك

خاص- الوثائقية

تعرض قناة الجزيرة الوثائقية على شاشتها فيلم “قصة فلسطين.. فلسطينيو العراق” للمخرج التونسي جمال دلالي، وذلك يوم السبت الموافق 19 مارس/آذار الجاري، في تمام الساعة التاسعة مساء بتوقيت مكة المكرمة، السادسة بتوقيت غرينتش.

ويوثق الفيلم الذي أنتجته الوثائقية عام 2013 (52 دقيقة) في سياق أفلام “قصة فلسطين”؛ يوثق ما فرضته نكبة عام 1948 على واقع الفلسطينيين، وتحديدا من تهجّر منهم إلى العراق، فقد نزح أهالي قرى إجزم وجبع وعين غزال المُهجرة في حيفا إلى جنين، والتي كان ينتشر فيها الجيش العراقي حينها، حيث جاءت الملكة عالية بنت الملك علي بن حسين المُلقبة بـ”ملكة العراق” إلى جنين ونقلت نحو 4 إلى 5 آلاف أرملة فلسطينية إلى العراق مُتكلفة برعايتهن. ومع تفاقم النكبة وسوء أوضاع الفلسطينيين نُقلوا حينها إلى المخيمات في بغداد، وأُتيح لهم التواصل مع محيطهم العراقي الجديد الذي أصبح وطنا ثانيا لهم فيه يُمنحون ما للمواطن العراقي من الحقوق وما عليه من الواجبات، وذلك بناء على قرار 202 الذي صدر عام 2001.

 

عاش فلسطينيو العراق مرارة نكبة ثانية حين سقطت بغداد عام 2003 بيد الاحتلال الأمريكي، وحينها أضحى اللاجئون الفلسطينيون الذين تجاوزوا عتبة الـ23 ألفا هدفا للمليشيات هناك، حيث قُتل وخُطف الكثير منهم، كما عاشوا رعب الفقد والضرب وعدم القدرة على الخروج من منازلهم، فكل من يُعرف من لهجته الفلسطينية مُعرّض للقتل من قبل تلك المليشيات.

لم تتدخل المنظمات الدولية لحماية اللاجئين الفلسطينيين في ظل وضع غير آمن يعيشونه ومستقبل غامض بانتظارهم، فقد أضحوا غرباء لا ينتمون إلى المكان الذين لجؤوا إليه أول مرة، ليُقرر الكثير منهم بعد العام 2006 اللجوء إلى سوريا أو أستراليا أو البرازيل أو السويد أو الهند التي كانت على وجه الخصوص فاتحة أبوابها للاجئين الفلسطينيين، لتصبح العائلات الفلسطينية المُشتتة بالأصل مُشتتة في العديد من البلدان.

ولأن الفلسطيني أصبح ضحية أي تغيير سياسي في أي بلد يلجأ إليها، خرجت دعوات للكثير من فلسطينيي العراق للمطالبة بالعودة إلى بلدهم الأم فلسطين بعد أن تقطعت بهم السبل في البلاد التي هُجرّوا إليها.