“الكوشان العثماني”.. سلاح الفلسطينيين بوجه سرقة الاحتلال لأراضيهم

تعرض قناة الجزيرة الوثائقية على شاشتها فيلم “قصة فلسطين.. الكوشان العثماني” للمخرجة مريم شاهين، وذلك يوم السبت الموافق لـ26 مارس/آذار الجاري الساعة التاسعة مساء بتوقيت مكة المكرمة، السادسة بتوقيت غرينتش.

ويحكي الفيلم الذي أنتجته الوثائقية (48 دقيقة) أهمية الكوشان العثماني الذي يحتفظ به الفلسطينيون للحفاظ على حقوقهم في أراضيهم، وذلك في ظل موجة الهيمنة الإسرائيلية والمحاولات المُتكررة لسرقة بيوت الفلسطينيين وإحلال المستوطنين مكانهم.

وسمحت السلطات التركية خلال السنوات العشر الأخيرة للفلسطينيين بالاطلاع على الأرشيف العثماني لأراضي فلسطين، وذلك لإصدار سندات تثبت ملكيتهم علّها تكون سلاحا لهم أمام المحاكم الإسرائيلية.

 

ويحكي الفيلم قصة فوزية الكرد التي صادر الاحتلال الإسرائيلي منزلها عام 2008 في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، لتتوجه حينها إلى المحاكم الإسرائيلية لاسترداده، وذلك في معركة قضائية تدّعي فيها السلطات الإسرائيلية أن جمعيتين يهوديتين اشترتا هذه الأرض منذ العام 1892.

ويتحدث المحامي الفلسطيني سامي إرشيد عن أهمية الحصول على الكواشين العثمانية لأنها تدحض المزاعم الإسرائيلية التي تدّعي أن الأرض لهم، فقد تحرّى إرشيد بنفسه عن حقيقة ملكية منزل الكرد من الطابو العثماني في كل من إسطنبول وأنقرة، وتبين لاحقا أن هذه السجلات لا تمت بأي صلة لعلاقة جمعيات يهودية بأي أرض في حي الشيخ جراح.

ويوثق الفيلم كذلك للعديد من أعمال المصادرة التي تقوم بها إسرائيل ليس فقط في القدس، بل في الضفة الغربية أيضا، وخير مثال على ذلك ما يحصل في قرية وادي فوكين قرب بيت لحم، فهي محاطة بالمستوطنات اليهودية التي تصادر مئات الدونمات من أراضي القرية لأجل التوسع الاستيطاني.

الأمر ذاته يحدث أيضا على أراضي قريتي نحّالين وحوسان قرب بيت لحم، فمستوطنة بيتار بنيت على هذه الأراضي التي صودرت من مُلّاكها الفلسطينيين الذين أضحوا اليوم ممنوعين من دخولها، وذلك رغم محاولات السكان جمع مستنداتهم والوثائق التي تُثبت ملكيتهم للأرض من أجل الترافع بها أمام المحاكم الإسرائيلية باعتبارها أراض لمالكين وليست أراضي دولة، فهل سيتمكنون من إرجاعها؟

ومن الجدير ذكره أن إسرائيل تنتهج سياسة مصادرة الأراضي وفرض الأمر الواقع على الأراضي الفلسطينية منذ نكسة عام 1967 وحتى يومنا هذا.