“نساء في مهب الريح”.. أخطار تتخطف معلمات الأجيال في الريف المغربي

عندما يختار الإنسان مهنته بشكل طوعي، فإنها تعطي بالضرورة صورة عن داخله وكوامن نفسه، أما إذا كان مكرَها على عمل لا يرغب به -وهذا غالب حالات الناس- فإنه يعيش حالة من الاغتراب اليومي كلما ذهب إلى عمله، وكأنه في سفر كل يوم.

في هذا الفيلم الذي أنتجته الجزيرة الوثائقية تحت عنوان “نساء في مهب الريح”، تتحدث ثلاث من الفتيات المغربيات عن تجربتهنّ في مهنة التدريس في المناطق النائية، وعن معاناتهن في التأقلم مع هذه البيئة الغريبة، وعن المشاعر والأحاسيس التي عِشْنَها في أجواء من العزلة والخوف، وقلة الإمكانات الضرورية لأدنى مستويات العيش الكريم.

“أتخيل الخطر يتخطفني من وراء الأشجار”.. رحلة المدرسة

تبدأ مريم صادوقي أستاذة المرحلة الابتدائية، بالحديث عن أول ملامح المعاناة قائلة: أمشي من بيتي إلى الشارع حوالي 200 متر، يظن الناس أنها مسافة قصيرة، بينما أتساءل أنا إذا ما كنت أخطو للأمام أو أتراجع إلى الخلف، كأنني متوجهة إلى مجهول أخافه، أتخيل الخطر يتخطفني من وراء الأشجار أو بين السيارات، ولا أحس بالأمان حتى وإن ركبت سيارة الأجرة، لأن السائق ربما يكون متحرشا.

وتتابع مريم: يزداد الأمر خطورة إذا اضطررت للركوب مع سائقي النقل السرّي، وهم غالبا ليسو مرخصين، لقد أصبحت أكره عملي، لم أكن قد سمعت بالتحرش من قبل، كنت وسط عائلتي، ويرافقني أحدهم في خروجي، أما الآن فلا، وبالمناسبة فأنا أسكن في مدينة فاس، وأنتقل يوميا إلى المدرسة في القرية.

اليوم، وبعد سنوات من الانتظار، جاء دور مريم للحصول على سكن إداري في منطقة عملها، “لله الحمد. ومع ذلك فأنا مضطرة للعودة إلى فاس مرة أو مرتين في الأسبوع. من النادر أن تجد السكن الإداري في معظم مدارس القرى، وإذا توفر فالمستفيدون منه قليلون، وخصوصا المعلمات”.

المعلمة بشرى الدفايلي تقطع الجبال مع ولديها وصولا إلى مدرستها قرية الخيايطة

هنالك أكثر من 30 ألف معلمة يرتحلن إلى مختلف مناطق المملكة المغربية يوميا، ليؤدين رسالتهن النبيلة في آلاف المدارس المنتشرة في القرى والغابات والصحاري، و5% فقط منهن يمكن أن تحصل إحداهن على سكن إداري داخل المدرسة، وهو سكن بسيط لا يكاد يصلح للحياة، ولكنه يحميهن على الأقل من المخاطر التي يواجهنها في الطريق.

“ترافقني في الرحلة نعجة أو دجاجة”.. طرق الجبال والغابات

ينتقل الحديث إلى ضيفتنا الثانية سلمى المصباحي فتقول: يستحيل أن أخرج من البيت لوحدي، فوالدي يرافقني منذ الصباح الباكر إلى محطة النقل العام، أركب سيارة أو أمشي مسرعة حتى ألحق بالحافلة، وبمجرد وصولي إلى مقر عملي أبدأ بالعمل دون أن أتناول شيئا أتقوى به، ثم تنتظرني رحلة أخرى عبر الغابة مشيا لأصل إلى المدرسة. أسمع عن كثير من الجرائم تُرتكَب في هذه الغابة، وإذا رافقني زميل من المدرسة فسوف أسمع الكثير من الكلام غير اللائق، فضلا عن التندر على لباسي الذي يخالف عاداتهم.

أما بشرى الدفايلي أستاذة الابتدائية، فتقول: أحيانا أركب سيارة نقل سرّي (بدون ترخيص)، ترافقني في الرحلة نعجة أو دجاجة، ويفسد ما أكون قد حملته معي من طعام في الطريق، وأنا مضطرة بعد ذلك للمشي مسافة ليست بالقصيرة في مرتفعات ومنحدرات صعبة، وأصطحب معي طفليَّ وحملي الثقيل، ويزداد الأمر سوءا في أوحال الشتاء. وقد أبيت في البلدة إذا لم أجد مواصلات تعيدني إلى منزلي.

“بكيت بمرارة”.. قسوة عمل المعلمات في القرى

تعمل مريم الصادوقي في قرية أولاد علي التي تحتضنها التلال شرق مدينة فاس، حيث يعيش هناك حوالي 1000 نسمة، يمتهنون صناعة البُلغة (الأحذية الجلدية) والزي التقليدي، إضافة إلى الزراعة والرعي، الأمر الذي فاقم مشكلة التسرب من المدارس، كما تقول مريم.

المعلمة مريم صادوقي تتحدث عن الشعور بألم الوحدة والغربة في مدرسة القرية النائية

وتضيف: أعيش في أسرة محافظة، وكنت محظوظة إذ أتممت دراسة البكالوريا، وهو إنجاز لم أكن أحلم به، أعمل الآن في مدرسة للإناث، والفتيات هنا متفوقات في الدراسة، لكن من المؤسف أن آباءهن يسحبونهنَّ من المدرسة مبكرا، يعترينا الفرح عندما نسمع أن 153 ألف فتاة يلتحقن بالمدارس سنويا، وسرعان ما يلفُّنا الحزن عندما نعلم أن 20% فقط منهن يواصلن رحلتهن إلى التعليم الثانوي.

وعن انخراطها في مهنة التعليم تقول مريم: لم تكن مهنة التعليم من ضمن طموحاتي، كنت أود إكمال دراستي، لكن صديقتي هي التي بادرت بتقديم طلب الترشح للتدريس بالنيابة عني، حتى أرافقها في المهنة، وعندما علمت بقبولي للعمل في القرى بكيت بمرارة، لم يكن في تصوري أن أستقل عن عائلتي، لدرجة أن أخي الأكبر بكى من أجلي، فهم يعرفون كم أنا مرتبطة بأسرتي.

قرية إزغيرة.. بنية متردية وتناحر عائلي

ننتقل الآن إلى قرية إزغيرة من إقليم وزان، حيث تعمل سلمى المصباحي، ويسكن هذه القرية 17 ألف نسمة، لكن بنيتها التحتية متردية، وأراضيها الزراعية مزقها الإرث والتناحر العائلي، ولم يجد سكانها إلا العمل في مزارع القنَّب الهندي في منطقة كتامة المجاورة.

المعلمة سلمى المصباح وتجربة قاسية في الهجرة إلى مكان العمل

تقول سلمى عن نفسها: عمري 23 عاما، وأنا الأخت الكبرى في الأسرة، أختي ما زالت في البكالوريا، وأخي يدرس في إسبانيا، أسرتنا مترابطة ووالدانا ليسا متسلطَيْن، كأنهما صديقان لنا، أكملت دراسة القانون، وتقدمت إلى مسابقات التعليم، فاجتزتها بنجاح، وانتقلت إلى التكوين بمدينة العرائش، ثم عينت بقرية إزغيرة، وعلى الرغم من أنني من منطقة وزان فإنني لم أسمع بهذه القرية من قبل.

“لا شيء يوحي بالحياة”.. تحديات الانتقال من المدن إلى الريف

هذه قرية الخيايطة في إقليم تاونات، حيث تعمل صديقتنا بشرى الدفايلي، والقرية من ضمن عشر قرى في مشيخة أولاد السلطان، وعدد سكانها لا يتجاوز 300 نسمة يعملون في الزراعة، أما نسبة التسرب المدرسي فهي مرتفعة جدا، خصوصا في صفوف الطالبات، كما هي الحال في معظم القرى النائية.

تعمل بشرى الدفايلي في قرية الخيايطة بإقليم تاونات بالمغرب، وهي واحدة من عشر قرى في مشيخة أولاد السلطان

تقول بشرى: كان هاجس الوحدة يطاردني منذ لحظة التحاقي بالمدرسة، فترْكُ المدينة والعيش في هذه المنطقة النائية كان تحديا قاسيا، فأنا بعيدة عن زوجي لأننا نعمل في مناطق مختلفة، كان يرفض مبدأ الخدمة لأن ذلك سيؤثر على تربية صغارنا. منذ اليوم الأول لالتحاقي بالعمل في منطقة تيسة سألت زملائي عن بيئة العمل، فأجابوا أنني محظوظة بتعييني هنا.

وتتحدث بشرى عن بداية عملها قائلة: كانت بداية عملي في أيلول/سبتمبر، وكان المكان مصفرا والمدرسة منعزلة والدور متناثرة خلف التلال، ولا شيء يوحي بالحياة، بعد حضور الطلاب والتعرف على السكان صار الأمر أيسر، كانت ابنتي في مدرسة خاصة، وعندما حضرت معي إلى هنا تغيّر عليها الجو ولم يعجبها المكان، كانت تشكو من الغبار ولسعات الحشرات، ولكن ليس أمامنا خيار آخر.

“مع كل هذه المعوقات فأنا مضطرة للتعايش مع هذا المكان”

في دوّامة البحث عن سكن مناسب في المناطق النائية، تصف سلمى معاناتها: أثناء بحثي عن سكن في القرية، تجولت في كل البيوت وأنا أراقب هاتفي المحمول، لم يكن يهمني شكل السكن بقدر ما يهمني توفر إشارة الإنترنت، وكنت أتجنب الإقامة في بيوت الطين. المشكلة أن البيت الذي أسكنه لا يوجد به مطبخ، وفي كل يوم أطلب من صاحب المنزل فتح قناة الماء لتعبئة البرميل لاستعمالي اليومي.

تعاني مدارس القرى من كثرة التسرب، وتعمل المعلمات على ضبط ذلك السلوك بتحبيب الطالبات وأهاليهن بالمدرسة

وتتحدث عن معاناة في حاجيات الإنسان الجسدية اليومية قائلة: المرحاض مشترك مع الناس، كم أشعر بالحرج عندما ألتقي بأحدهم هناك. كم أحنّ إلى بيت أهلي، حيث وسائل العيش متوفرة، هنا لا يمكنني أن أستحم، أحتاج إلى نقل الماء وتسخينه، ثم أحتاج إلى المكان المناسب، وهذا لا يتوفر هنا. ومع كل هذه المعوقات فأنا مضطرة للتعايش مع هذا المكان”.

“ليلي والذئب”.. حكايات الليل الموحش على وقع نباح الكلاب

الليل موحش جدا في قرية أولاد علي والأهالي ينامون باكرا ليستيقظوا إلى أعمالهم في الصباح، ولا يستيقظ في هذا الليل البهيم إلا مريم ونباح الكلاب الضالة، لولا أسوار المدرسة لنهشت لحمها هذه الكلاب المسعورة، من المرعب حقا أن تقرأ خبر وفاة مُدرِّسة نهشتها الكلاب، لكنه حدث بالفعل؛ لقد ماتت سبع مدرسات وهنّ في طريقهن إلى المدارس فجرا.

ليل بهيم يعلوه نباح الكلاب هو كل ما يمكن أن تسمعه المعلمات المغتربات ليلا

وفي هذا الليل الموحش أيضا ولكن في قرية الخيايطة، لا تجد بشرى الدفايلي إلا أن تحكي لطفليها قصة “ليلى والذئب”، لماذا نسقي أولادَنا الخوف مع اللبن؟! من الصعب أن تتربى في المدينة طول حياتك ثم بين عشية وضحاها تجد نفسك في البادية النائية، ليس لتقضي يوما أو يومين ثم تعود، ولكن لتعيش ما بقي من حياتك هنا.

لك أن تتخيل ما هو شعور هؤلاء الفتيات عند انقطاع الكهرباء أو الاتصال، “تحس أنك في سجن أو منفى، اتصلت بأختي في فرنسا وقلت لها أشعر بالغربة أكثر منك، أسكن مع أطفالي في غرفة واحدة من الطين، لا تفي بأدنى شروط العيش الكريم، بلا مطبخ ولا حمام مستقل”.

روح التحدي.. إبداعات تخترق جدار العوائق

على الرغم من كل هذه المصاعب تبدع هؤلاء المعلمات في أداء رسالتهن النبيلة في التعليم، تقول سلمى المصباحي: أنظر في عيون الأطفال وأحس بالمشقة التي عانوها حتى وصلوا إلى المدرسة، إنها نفس معاناتي، ولهذا فأنا أبذل قصارى جهدي حتى أوصل لهم الفكرة المجردة بطريقة ملموسة ما أمكن، أستخدم الألعاب لإيصال الأفكار، فالتلاميذ يحبون اللعب وتعجبهم طريقة التعليم باللعب.

وتتفنن مريم صادوقي في أدائها الراقي، إذ تقول: في كل عام أحاول تطوير مهاراتي في الأداء حتى لا يتسرب الملل إلى نفسي، ولكي أبتعد عن الرتابة والروتين، وأحاول تلافي الأخطاء التي وقعت فيها السنة الماضية، وبما أن أهل القرية هنا يمتهنون صناعة البُلغة، وهي أحذية مغربية تقليدية، فقد طلبت من التلاميذ إحضار زوائد الجلد واستخدمناها في لوحات فنية ووسائل تعليمية مفيدة.

ومع انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي فقد أحضرتُ للتلاميذ في أحد الأيام لوحةً لمسيّةً (تابليت)، ولكم أن تتخيلوا مدى اندهاشهم وتفاعلهم مع هذا الشيء الجديد تماما عليهم، لو كانت هذه التجربة في المدينة لما وجدت هذا التفاعل من التلاميذ المعتادين على التكنولوجيا، أما في هذه القرية النائية فكان هذا حدثا استثنائيا.

مريم صادوقي تحضر جهازا لوحيا لطلابها الذين لم يروا هذا الشيء من قبل، فكانت تجربة أغرب من الخيال

الظروف قاسية نعم، ولكن علينا أن نتناغم معها حتى نعيش، ونقهرها بقدر ما نستطيع، اليوم ولله الحمد تقبل البنات على الدراسة، وأصبح الهدر المدرسي قليلا نسبيا، لم يكن هذا في السابق ممكنا، وقد خصصنا في المدرسة دورة مياه خاصة بهنّ، وأخرى منفصلة للتلاميذ الذكور، ونحن نجمع مياه الأمطار في بئر أشرفت على حفرها بنفسي، ونستفيد منها للنظافة والاستخدامات الأخرى.

أما بشرى الدفايلي فكان إبداعها من نوع آخر، وهو محاربة التسرب من المدرسة، فهي على تواصل دائم مع ذوي الطالبات: كان عندي في الصف الخامس أختان شقيقتان، وقد تغيبتا فترة طويلة عن الدراسة، وعندما تحدثت إلى أسرتهما وطلبت عودتهما إلى المدرسة رفضت الأسرة بشكل قاطع بحجة أن الوالدين بحاجة إليهما للمساعدة في شؤون البيت.

هناك آباء متعاونون، ويحضرون إلى المدرسة باستمرار للاستفسار عن أبنائهم، سواء باستدعائهم أو بمبادرة منهم، ولكن الغالبية العظمى من الآباء لا يحضرون ولا يسألون، ويعتبرون أن حدود مسؤولياتهم تنتهي عند باب المدرسة، وإذا سألت بعضهم عن صفوف أبنائهم تجد أنهم لا يعرفون.

“أعتبر نفسي امرأة في مهب الريح بالفعل”

يتبدد الظلام وتتلاشى خيوط اليأس عندما ترى بشرى بسمة أطفالها، ينبثق من ثغورهم شعاع يضيء لها الطريق الموحش ويؤنس وحدتها، “ولكنني في هذه البيئة أنام بإحدى عينيّ مفتوحة، فأنا دائما قلقة متيقظة بسبب التفكير، يطير قلبي من الخوف عندما أسمع صوتا غريبا في الليل”، ولكنها عازمة على المضي إلى آخر الطريق.

تقضي بشرى الدفايلي وقتها البيتي في القرية في كتابة القصص وسردها على أطفالها

في عتمة الليل تناجي سلمى نفسها: أعتبر نفسي امرأة في مهب الريح بالفعل، أصبحت حياتي مكرسة لهذه المهنة وفي هذا المكان بالذات، يمضي عمري دون أن أستمتع بفترة شبابي، تنتابني فترات من الجنون، أخاطب نفسي من خلال المرآة، وأمنّي نفسي بشاب يأتي على حصان أبيض ليخطبني إلى أبي، عندما أسترجع فترة البكالوريا أتمنى لو كنت أكملت في معهد التمثيل.

أما مريم صادوقي فتسلّي نفسها بالرسم، وتفرغ في لوحاتها ما يعتلج بداخلها، قائلة: أحاول أن أتجاوز ظروفي، بل أن أتجاوز ذاتي، أرسم شجرة عنيدة تقف في وجه الريح، ثم أرسم ريشة يتلاعب بها النسيم، تلك كانت أنا، وهذه أيضا أنا، أحاول أن أتعايش مع تيارات الرياح العاتية.

عام الوباء.. تحديات الدراسة عن بعد في الأرياف

في اليوم الأول من رمضان الماضي، حاولت مريم وزميلاتها كسر طوق العزلة المضروب عليهنَّ، فصنعن إفطارا جماعيا ودعوْن له كافة الزملاء وبعض الأهالي، صوما مقبولا وإفطارا هنيئا.

تغادر المعلمات مدارسهن في عصر كورونا، حيث لا تتحقق شروط الدراسة عن بعد لعدم وجود تقنيات حديثة

هذه السنة ضرب كورونا بعنف في أنحاء العالم، ومنها المغرب، لم تتضرر بطلاتنا الثلاث حتى هذه اللحظة ولله الحمد، ولكن هناك حديث عن توقيف الدراسة، وقد يطول هذا الوباء، وعندها لن يستفيد الطلبة من دراستهم، ولا المعلمون من عطلتهم، فقد كانت توجيهات الوزارة بإيقاف الدروس الحضورية وتعويضها بالتدريس عن بُعْد، ولكن هذه الإستراتيجية لن تكون مجدية في هذه المناطق النائية، فلا حواسيب ولا هواتف ذكية ولا حتى بنية تحتية جيدة للاتصالات.

لكن بشرى وسلمى ومريم عقدن العزم على المضيّ قُدُما، هذه المرة لا يلتفتن إلى الوراء، تدفعهنّ عزيمة صادقة وإيمان راسخ، بقيمة رسالتهن وعظم مسؤولياتهن، وتحفزهنّ نظرات التلاميذ المليئة بالأمل والمستقبل الواعد.