أبو القاسم الشابي.. رائد الشعر الحديث في تونس

ملأ التوق للجمال نفس الشاعر الشابي، وملأ المرض والغربة الفكرية والثقافية والضياع الذي عاشه مع جيله نفسه سوداوية وألما، ولم تكن سنواته الـ25 التي عاشها إلا أيقونات ضوء لامعة جعلته رغم رحيل الجسد لسان الشعب العربي الفصيح. تعرّف على مسيرته.

 

ولد أبو القاسم الشابي يوم 24 فبراير/شباط 1909 في قرية الشابة بمحافظة توزر عاصمة الواحات بالجنوب التونسي.

 

حفظ القرآن الكريم وهو ابن ٩ سنين، وفي 1920 أرسله والده إلى العاصمة تونس لدراسة الثانوية في جامع الزيتونة، وفي 1927 حصل على شهادة ختم الدروس الثانوية، ثم التحق بمدرسة الحقوق التونسية وتخرج فيها عام 1930.

 

في 1927 أصبح الشابي اسما أدبيا مشهورا في تونس مع بداية نشره لقصائده عن الإنسان والطبيعة، في جريدة النهضة الأسبوعية.

 

في فبراير/شباط 1929 ألقى الشابي أول محاضرة له في المكتبة الخلدونية عن الخيال الشعري عند العرب، وكان يرى أن هذا الخيال دون مستوى الخيال الشعري الغربي، وهو ما جعله خصما للتيارات التقليدية في الأدب.

 

في 1933 بدأت شهرة الشابي تخرق آفاق تونس، بعد أن أصبح أحد الأصوات الشعرية التي تنقلها مجلة “أبولو” المصرية الناطقة بلسان حال جيل عربي جديد من أدباء الرومانسية الجديدة.

 

تعد قصيدة “لحن الحياة” من أشهر قصائد الشابي، وقد تضمنت البيت الشعري الشهير “إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر”، وهو البيت الذي كان الشعار الأبرز الذي رفعه الشباب الغاضب إبان ثورات الربيع العربي.

 

من أشهر أعماله ديوان “أغاني الحياة” و”الخيال الشعري عند العرب”، وقد كتب جزءا من مذكراته، وله مقالات أدبية وأشعار متنوعة نشرها في مجلة “أبولو” المصرية.

 

في 9 أكتوبر/تشرين الأول 1934، غادر الشابي الدنيا عن 25 سنة بعد صراع مع مرض القلب.