الحرب العالمية الثانية.. قصة النار التي اجتاحت العالم ست سنين

أمين حبلّا

في الذكرى الثانية والثمانين (1938-2020) لانطلاق لهبها الذي أحرق العالم لا تزال الحرب العالمية الثانية متربعة على ذاكرة الوحشية والإبادة والدمار الذي لحق العالم، بل لا تزال أبشع ما تحتفظ به الذاكرة البشرية مما جربه بنو آدم لحسم خلافاتهم التي تنشب أول مرة بين أفكار ومطامع، قبل أن تتدحرج كرات اللهب لتحرق العالم.

كانت أوروبا المسرح الأوسع للحرب الكونية الثانية، وقد كان تاريخ أوروبا فيما قبل هذه الحرب تاريخ الدم واللهب بامتياز، فعلى مدى قرون طويلة كان السيف ثم المشانق والرصاص من بعد ذلك أنجع وسائل حسم الخلافات وإعادة ترتيب مراكز النفوذ والقوى، حتى وإن كان ذلك على سباحة في أنهار الدم، وفوق ركام الجثث التي ملأت أوروبا وأفقدت العالم قرابة ثمانية ملايين قتيل.

 

معاهدة فرساي.. بذرة السلام الفاسدة التي أنبتت الحرب

يحاول عدد من المؤرخين حصر أسباب الحرب العالمية الثانية في تصرفات ألمانيا النازية التي خرجت من الحرب العالمية الأولى مهزومة ومكبلة بقيود معاهدة فرساي التي اقتصت أجنحة ألمانيا سياسيا واقتصاديا وجغرافيا، وجعلتها نمرا جريحا يقفز بين الحين والآخر لتصدمه جدران قفص حديدي من الالتزامات والعهود.

انطلقت أولى شرارة في الحرب في مارس/آذار 1938 بغزو هتلر للنمسا وتشيكوسلوفاكيا وبولندا في العام الموالي، ثم انخرطت فيها فرنسا وبريطانيا بعد تهديد إيطاليا بغزو ألبانيا، وذلك قبل تدخّل الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة للهجوم الياباني على أسطولها في المحيط الهادي عام 1941.

استمرت الحرب الطاحنة ست سنوات واستعمل فيها السلاح الذري لأول مرة في التاريخ، وحصدت أرواح 17 مليونا من العسكريين وأضعاف ذلك من المدنيين، وهكذا كانت الحرب العالمية الثانية ابنة شرعية للحرب العالمية الأولى، ونتيجة حتمية لمعاهدة فرساي سنة 1919 التي كلفت ألمانيا خسارة هائلة وصلت إلى 12.5% من مساحتها بما تضمه من خيرات وما فوقها من بشر، كما فقدت حوالي 74% من إنتاجها من خام الحديد، ونقصت مواردها الزراعية والصناعية بما يزيد على 15%.

وإلى جانب هذه الخسارة الكبيرة أقام الحلفاء كوابح متعددة أمام تقدم ألمانيا، وذلك من خلال إلزامها بدفع تعويضات كبيرة لهم، إضافة إلى تحديد قوتها العسكرية في سقف لا يتجاوز مئة ألف جندي.

وكنتيجة طبيعية لمشاعر المهزوم تجاه المنتصر الذي أملى بقسوة غير منطقية شروطه وفرض إلزاماته، عاشت ألمانيا فترة ما بين الحربين في حراك ثقافي وفكري، يسعى إلى استعادة روح ألمانيا الثورية، وضمن هذا الحراك الغاضب نشأت النازية، كطائفة عنصرية مؤمنة بتفوق العرق الجرماني على غيره من الشعوب.

كانت النازية مجرد تنسيق وتجميع فكري للأحقاد والمشاعر الغاضبة التي يفور بها الشارع والنخبة الألمانية تجاه القيود الشائكة التي أحاطهم بها جيرانهم وإخوتهم في الدم الأوروبي والدين المسيحي والقيم الغربية العتيقة، لتتحول تلك المشاعر إلى كرة ملتهبة من الغضب والحقد والعنصرية تريد أن تلتهم ما حولها.

ومنذ 1933 بدأت النازية تستقطب جماهير واسعة من الألمان، قبل أن تتحول إلى قوة تنظيمية وعسكرية قوية متحالفة مع الفاشية التي نشأت قبل ذلك في إيطاليا سنة 1922، ومع تحالف اليابان مع النازية والفاشية، تأسس تحالف دولي واسع عرف باسم دول المحور، وسار قدما عبر الحديد والنار إلى تحطيم أسوار معاهدة فرساي.

 

“أدولف هتلر”.. رصاصة الحرب الأولى

كانت بداية الحرب مع غزو زعيم النازية الكبير “أدولف هتلر” لدولة النمسا في مارس/آذار 1938، وبعدها تشيكوسلوفاكيا في العام الموالي، ثم سعت إيطاليا في نفس العام إلى احتلال ألبانيا، وسرعان ما استجابت دول الحلفاء وخصوصا بريطانيا وفرنسا لما يرونه من استفزازات النازية والفاشية، فأعلنت الحرب وبدأت الدبابات تقذف اللهب، وغرق العالم في أنهار الدم الساخن.

لم تستطع جيوش الحلفاء أن تقف أمام مد الجيش الألماني الذي دوخ أوروبا كلها وانتصر على جيوشها مفردة أو متحالفة، واحتل فرنسا سنة 1940 بعد إعلان رئيس الحكومة بالجمهورية الثالثة “فيليب بيتان” استسلام فرنسا، وطرد جنرال فرنسا الأثير الجنرال “ديغول” التي تحول بعدها إلى بطل وطني لمقاومة الاحتلال.

تواصلت انتصارات الجيش الألماني طيلة سنوات، قبل أن ينكشف ظهره عندما قرر مهاجمة الاتحاد السوفياتي سنة 1941 والاستيلاء على ستالينغراد التي دمرتها النيران الألمانية، وأحالتها رميما يحتضن أشلاء البشر والتاريخ وآمال السلام وشظايا مصابيح عهد الأنوار والثورة الصناعية.

أدى طول حصار الجيش الألماني للمدن الروسية مع موجة الجليد القاسية إلى انكسار المد الألماني وتحول مؤشرات الانتصار إلى هزائم توالت بعد ذلك على عدة جبهات.

 

 

قصف ميناء بيرل هاربر.. خرق مبدأ “مونرو”

لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية قد دخلت تلك الحرب طيلة ثلاث سنوات، حتى قررت اليابان أن توسع دائرة الحرب بمهاجمة الأسطول الأمريكي بميناء بيرل هاربر بجزر هاواي، لترد الولايات المتحدة الأمريكية بالانتقال من مبدأ “مونرو” أو ما كان يعرف بموقف الحياد الذي أطلقه الرئيس الأمريكي “جيمس مونرو” سنة 1823، ولتتحول إلى واحد من أهم أقطاب التحالف ضد دول المحور وأكثرها وحشية في ارتكاب جرائم الحرب العالمية الثانية.

ولم يكن الهجوم الياباني على القطع البحرية الأمريكية إلا ردا على حصار اقتصادي صارم فرضه الرئيس الأمريكي “فرانكلين روزفلت” على اليابان تضامنا مع الحلفاء.

كانت قنبلتا هيروشيما وناغازاكي النهاية الفعلية للحرب، رغم أن ألمانيا وإيطاليا كانتا قد استسلمتا قبل ذلك بحوالي سنة، إلا أن اليابان ظلت تقاوم، ولذلك قررت الولايات المتحدة الأمريكية إطلاق قنبلتي “الولد الصغير” و”الرجل البدين” على المدينتين اليابانيتين، لتكتب بذلك أبشع جريمة حرب في تاريخ الإنسانية، وتمارس أول استخدام للسلاح النووي في الحروب الإنسانية.

قنبلتا هيروشيما وناغازاكي لحظة تفجيرهما في نهاية الحرب العالمية الثانية

 

هيروشيما.. نهاية الحرب وبداية المأساة

مع دخول الولايات المتحدة الأمريكية للحرب استطاع الحلفاء تعزيز مواقعهم وكسب رهانات حربية جديدة، وبدأت الكفة تميل لصالحهم، غير أن الحرب انتهت بالفعل مع قنبلة هيروشيما التي كانت ولا تزال أبشع عنفوان للحروب في تاريخ البشر.

عند إطلاق قنبلة “الولد الصغير” مات بعد دقائق قليلة من اصطدامها بالأرض وارتفاع لهبها إلى السماء أكثر من 66 ألف شخص، وتناثرت أشلاءهم الممزقة، وتطايرت جدران المباني، وتناثر عشرات الآلاف من الجرحى.

وبعد دقائق قليلة دوى الانفجار الهائل في ناغازاكي، ومات على الفور أيضا 39 ألف شخص، مع جرح أكثر من 25 ألفا، وأرغمت اليابان على الاستسلام النهائي والقبول بالشروط الأمريكية المجحفة التي جاءت أشد من بنود معاهدة فرساي، وكانت اليابان مرغمة على ذلك فقد أخرجت أرض المدينتين أثقالها بعد أن زلزلت زلزالها العظيم، وارتوت بدماء أبنائها، وتساوت عماراتها الشاهقة مع حفر الأرض المسحوقة، وحملت على ظهرها طيلة 75 سنة، طابع الألم والتشوهات الخلقية التي لا تزال تسجل نفسها على أجساد المواليد وفي ذاكرة المسنين رنينا مؤلما وذكرى بالغة المأساوية.

 

أشهر معارك الحرب

إذا كانت القنبلة النووية قد صنعت النهاية المؤلمة للحرب، فإنها لم تكن المعركة الوحيدة في حرب السنوات الست، فقبل الانهيار العظيم الذي سببته هذه الحرب كانت هنالك معارك خالدة تركت بصمتها في تاريخ الدم واللهب، وتدمير الإنسان لجسور السلام وحقول الوئام ومروج التفاهم البشري. ومن أشهر هذه المعارك:

معركة ستالينغراد صنعت نهاية الجيش النازي في ثلوج روسيا

 

معركة ستالينغراد.. ثلج مخضب بالدماء في الاتحاد السوفياتي

كانت ستالينغراد المدينة المحصنة الضخمة التي شكل الهجوم عليها إحدى أهم نقاط التحول في مسار الحرب، بعد سنوات من السيطرة الألمانية والانتصارات الهائلة التي حققها جنود “هتلر”، وقد استمر حصار ستالينغراد -التي تخلصت لاحقا من اسمها لتحمل اسم فولغوغراد- ستة أشهر من أغسطس/آب 1942 إلى فبراير/شباط 1943.

وبينما كان الدم القاني والدمار أبرز معالم هذه المدينة بعد أن دمرها الألمان بسلاح الجو، وحولوا زهرة المدائن الروسية إلى أنقاض متآكلة، كان الجيش الأحمر يشحذ الهمة لصد العدوان، ووقف عقبة في وجه المد الألماني الذي عجز في النهاية عن كسر آخر الخطوط الدفاعية للجيش الروسي بالضفة الغربية لنهر الفولغا.

ومع موسم الثلوج القارسة بدأت الخارطة تتغير، فشن الحيش الأحمر هجومين متزامنين على القوات الألمانية، متمكنا بذلك من محاصرة نحو 300 ألف جندي من قوات هتلر الغازية، وقد جاء ذلك في وقت انقطعت فيه إمدادات الجيش الألماني وعجز عن توفير التموين للجنود الذين يقضم الثلج الروسي عزائمهم المنهارة، ليتحول الهجوم الألماني إلى مقاومة رخوة، قبل أن ينهار استسلاما فظيعا، بعد أن انتشرت الأوبئة في صفوف الجنود الألمان لنقص التغذية الحاد الذي عانوه في أجواء الشتاء القاسية.

وكتبت آخر فصول معركة ستالينغراد العتيدة في 2 فبراير/شباط 1943، عندما فشل الألمان في توفير الإمداد العسكري لمئات الآلاف من جنودهم المحاصرين في ستالينغراد والمهددين بالموت جوعا وبالقتل من أعدائهم السوفيات، حينها قرر الجنرال “فون باولوس” و15 من مساعديه ومعهم 300 ألف عسكري الاستسلام ورفع الراية البيضاء، ليتحول الجيش الألماني السادس إلى مجرد كتيبة أسرى بيد العدو.

لم تكن معركة ستالينغراد معركة عادية بل كانت طاحونة أرواح فتاكة، راح ضحيتها حوالي مليون شخص من الجنود والمدنيين، مما جعلها واحدة من أبشع المعارك وأكثرها دموية في التاريخ البشري.

انكسار الجيش الألماني بقيادة رومل في معركة العلمين في مصر

 

معركة العَلَمين.. هزيمة ذئب الصحراء

حمل الجنرال الألماني “رومل” لقب ذئب الصحراء، وقد كان معروفا بأنه القائد المظفر الذي تنتهي حروبه دائما بانكسار العدو، وتوشيحه هو بوسام النصر اللماع.

لكن الأمور جرت بعد ذلك على عكس المتوقع والمألوف في يوميات حروب القائد “رومل”. ففي نوفمبر/تشرين الثاني 1942 وبينما كانت النار الروسية تقتات من أجساد الجيش الألماني السادس، وقعت معركة العلمين بقيادة “إرفين رومل” قائد الكتائب الألمانية، و”برنارد مونتغمري” قائد القوات البريطانية.

تولت الدبابات إدارة الحوار العنيف بين الطرفين في معركة العلمين التي وقعت في بلدة العَلَمين الواقعة على بعد مئة كيلومتر غرب مدينة الإسكندرية المصرية.

وسرعان ما تحطمت قوة الدبابات الألمانية، التي سبق أن دوخت الصحراء التي خاضتها القوات العالمية المتصارعة.

أصيب الجيش الألماني بإنهاك شديد، بعد مسيرٍ شاق وطويل قطع خلاله 1200 كيلومتر في الصحراء القاحلة ذات المناخ القاسي بين مصر وليبيا، كما تسببت مشكلة التموين ونقص العدد والعتاد في مآسي حقيقية وأوبئة شديدة أصابت القائد “رومل” نفسه بإسهال شديد، مما استدعى نقله إلى ألمانيا من أجل العلاج.

وبينما كان “رومل” يقضي فترة نقاهة في النمسا، كان غريمه “مونتغومري” يعد العدة ويهيئ الجند عتادا وتدريبا للمعركة الحاسمة.

وبعد أن أيقن “مونتغومري” أن الظروف أصبحت تميل لصالحه شن هجوما كبيرا في ليلة 23 أكتوبر/تشرين الأول 1942، بالتزامن مع وصول قوات أمريكية وبريطانية كبيرة إلى شمال أفريقيا.

انجلى غبار المعركة عن طرد الجيش الألماني والقضاء نهائيا على قيادة أفريقيا فيه، وختم سجل قائده “رومل” بهزيمة منكرة، وقد تزلزلت بعدها أركان المقاومة الألمانية والإيطالية، وأصبحت الهزيمة ثم الاستسلام مسألة وقت لا أكثر، خصوصا بعد أن أصبح 31 ألف جندي ألماني أسرى بيد البريطانيين، منهين بذلك الزحف الألماني الذي قاده “رومل” ومكنه من احتلال ليبيا والتقدم لغزو الأراضي المصرية والسيطرة على قناة السويس.

إنزال النورماندي هي أكبر عملية إنزال عسكري أمريكي في القرن العشرين، وذلك على شاطئ النورماندي شمالي فرنسا

 

إنزال النورماندي.. معركة إنقاذ فرنسا المحتلة

وضع “هتلر” يده الفتاكة على وجه فرنسا، فطمس أنوارها وحول كثيرا من مدنها إلى أنقاض، وهجر الآلاف من سكانها، وطرد قائدها الكبير الجنرال “ديغول”، وأقام حكومة “بيتان” التابعة لبرلين.

لجأت فرنسا التي كانت يومها تحتل أجزاء واسعة من العالم وخصوصا في أفريقيا إلى الاستعانة بأبناء المستعمرات، وكونت منهم جيوشا عديدة لاقى أكثرها الموت الزؤام.

وبينما كانت فرنسا قاب قوسين من الاستسلام بشكل تام تدخل الحليف الأمريكي الذي دخل الحرب بقوة ووحشية وصرامة غيرت موازينها.

ففي السادس من يونيو/حزيران 1944 باشرت قوات الحلفاء بقيادة الجنرال الأمريكي “دوايت آيزنهاور” بأكبر عملية إنزال عسكري في القرن العشرين، وذلك على شاطئ النورماندي شمالي فرنسا، حيث هبطت جيوش الإنقاذ وشملت حوالي 200 ألف جندي غالبيتهم من الأمريكيين.

وقد تمكن هذا الجيش من تحرير المنطقة من الجيش الألماني بعد أن خاض إلى النصر حربا مؤلمة راح ضحيتها حوالي ثلاثة آلاف قتيل من الطرفين، وضعف ذلك من الجرحى والأسرى والمفقودين.

جاءت معركة النورماندي وسط هزائم متتالية لدول المحور، وفتحت الباب أمام الهزائم النهائية لدول المحور في أوروبا، فقد اجتاحت جيوش الحلفاء ألمانيا من جميع جوانبها وسيطرت على عاصمتها برلين.

وفي تلك الأثناء تحركت الثورة الإيطالية ضد النظام الفاشي، واستطاعوا إعدام زعيمه “موسوليني” وتعليقه بقدميه منكسا على أعمدة الإضاءة، وفي آخر أيام شهر إبريل/نيسان 1945 التحق به حليفه “هتلر” منتحرا، بعد أن وضع بصمات قانية على تاريخ العالم، منهيا بذلك أحلام السيطرة وأطماع الزعامة، وبموت “هتلر” استسلمت ألمانيا، وبدأ تاريخ جديد.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأت حرب عرض القوى بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي بما عرف بالحرب الباردة

 

معارك السياسة والاقتصاد والتحالفات.. عالم ما بعد الحرب

بعد أن وضعت الحرب أوزارها بدأ العالم يتنفس من تحت الركام، وتثور أشلاء المطحونين من بين أنهار الدم الجامد الذي غطى سحنة العالم طيلة عقود.

وما إن هدأت أصوات الرصاص، حتى تجمع العالم القوي من جديد تحت منصة الأمم المتحدة، في محاولة لغرس سلام دولي بين ركام الأشلاء وأنهار الدماء.

ومع تجرع العالم لويلات الحروب وإنشاء الأمم المتحدة، فقد دخل العالم في حرب أخرى مفتوحة كانت معاركها سياسية واقتصادية، وميدانها العالم كله، كما كان طرفاها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي حريصين على إلجام الحرب بمكابح الحوار والمؤامرات والأحلاف الدولية، دون التمكن من محو ذاكرة الحرب التي عرفتها أوروبا دما مسفوحا ومدنا منهارة، وعرفها العالم كله رعبا ومجاعات وأمراضا فتاكة.